منذ أن دخلتْ خدمةُ الإنترنت عالمَنا، وبدأ الهوس بها لدرجةٍ تصل في أحيانٍ كثيرة لحد الإدمان، والجلوس أمام شاشة الكمبيوتر لتصفح الشبكة العنكبوتية لساعات، قد تمتد إلى 14 ساعة كاملة في بعض الحالات، وقد تكون متَّصلة بلا راحة! وهذا الرقم جاء من أحد مدمني الشبكة فعلاً. ومن الأهمية بمكان الإشارة إلى أن الإحصاءات والدراسات حول استخدام العرب لاختراع العصر “الإنترنت”، تشير إلى أن نسبةً تزيد على النصف تستغلُّ الشبكة في الدخول على مواقع إباحية أو تسلية، سواء لتحميل الأفلام أو الألعاب، وتقل استخدامات الشبكة لأغراض البحث العلمي والاستخدام الجاد، حتى تصل إلى حوالي 20 % فقط! وهي نسبة مخزية، في وقتٍ نحن أشد ما نكون احتياجًا للتزود بالعلم والمعرفة؛ للنهوض على أقدامنا من جديد. وتشير إحدى التحليلات المفسرة لهذا الأمر المؤسف إلى أن عالمنا العربي لم يكن مؤهلاً لدخول عصر ثورة المعلومات والاتصالات، فجاء الأمر أشبهَ بصدمة حضارية غير متوقعة، لأناس لم يألفوا التعامل مع مصادر المعلومات، خاصة لو كانت بشكل متدفق، وبلا انقطاع، أو قيود أو ترشيد.
وإذا كان الإنترنت أكثر ظواهر العصر جذبًا لمستخدميه، فإن شبكة الاتصالات الاجتماعية “فيس بوك ” يعدُّ – بلا منافس – هوسًا أشد قوة، وأكثر جذبًا للمستخدمين، خاصة من الشباب، الفئة التي تشير كلُّ الإحصاءات في كل دول العالم إلى أنها الأكثر استخدامًا لأحدث وسيلة اتصال “الإنترنت”. إلا أن عدد التطبيقات اللا متناهي، الذي يتيحه لمستخدميه، ومشاركة كل مجموعة أصدقاء بالصور والملفات الصوتية والمرئية – يجعل “الفيس بوك” أحدَ وسائل تضييع الوقت الممتازة؛ بل لا أبالغ حين أقول: إنه يلتهم وقت متصفِّحه التهامًا. فحتى يتابع أحدُهم أخبار أصدقائه، والملفات التي يرسلونها، أو تعليقاتهم حول الأحداث، أو حتى يشارك في مجموعة واحدة من مجموعات هذه الشبكة الهائلة، فلن يقلَّ الوقت الذي يمضيه عن الساعة، ويزيد وفق درجة الهوس التي أصابت الشابَّ من استخدام “الفيس بوك” فعلى مستخدمي “الفيس بوك” أن ينتبهوا إلى الغرض الأساس مِن تصفُّح هذا الموقع، وهو معرفة أخبار الأصدقاء، والاطمئنان عليهم، والتواصل معهم ولو عن بُعد؛ لبُعد المسافات، وضيق الأوقات، وليس وسيلة تسلية كما يستخدمه غالبية الشباب ، فلكل شيء حدَّان: أحدهما إيجابي، والآخر سلبي، والعاقل من استغلَّ الأوقات في قضاء الحاجات والمسؤوليات، فنحن مسؤولون عن كل لحظة في حياتنا فيمَ قضيناها؟ وكيف استغللناها؟ أمام الله عز وجل يوم الحساب.
من موقع شبكة الألوكة الإسلامي