خاصة قبيل الإختبارات النهائية.. دروس الدعم تبلغ ذروتها هذه الفترة

خاصة قبيل الإختبارات النهائية.. دروس الدعم تبلغ ذروتها هذه الفترة

رغم ما  تعرضت له دروس الدعم  من انتقادات الأسرة التربوية سواءا  الأساتذة أوالأولياء الذين حذروا بشدة من المضاعفات التي قد تنعكس آثارها السلبية على التلاميذ خاصة على صعيد تحصيلهم العلمي ،إلا أن الإقبال عليها يتزايد سنة بعد أخرى ،و يبدأ من بداية العام حتى تصل الذروة فترة الإختبارات خاصة النهائية .

 الخيار الوحيد

بمرارة كبيرة، تحدث لنا سليمان.ص تاجر الهواتف النقالة ببلفور،عن تجربته مع الدروس الخصوصية، موضحا بأنه تعرض لاحتيال كبير من خلال ابنه الذي يدرس في السنة الثانية متوسط، حيث وأمام تدهور مستواه لم يجد سوى الدروس الخصوصية لإنقاذ ابنه، غير أنه “وبالرغم من دفعي 3000 دج شهريا فالأمر لم يتغير وبقي ابني ضعيفا، وانتهى العام الدراسي ورسب ابني الذي أصبح اليوم معقدا من الدراسة، وهو يسير نحو الانسحاب نهائيا لتأكيده عدم استعداده لمواصلة الدراسة”.

أما سيد علي .ع ، فقد روى ما تكبده من خسائر في الدروس الخصوصية من أجل إنقاذ أبنائه وتأمين المستقبل لهم، غير أن الخطة باءت بالفشل، وعرفت النهاية خروج أبنائه من المدرسة، ليس لتدني مستوى الأساتذة ولكن لتغير السلوك عند التلاميذ، الذين باتوا لا يرغبون في الدراسة منذ سنوات وهو ما يدعو للحيرة فعلا.

وبالمقابل، تحدث بعض الأولياء عن قبول إجراء الدروس الخصوصية في مستويات معينة، على غرار شهادة البكالوريا وشهادة التعليم الأساسي، من اجل حصول أبنائهم على الشهادة التي تسمح لهم بالانتقال إلى مستويات عليا، مثلما هو عليه الحال عبد العزيز.ر أكد بأنه رفض مساعدة ابنه في الدروس الخصوصية حتى وصوله إلى السنة ثالثة ثانوي، لأنه كان مقبلا على شهادة البكالوريا فقمت بتسديد مصاريف الدروس الخصوصية التي وصلت إلى 5000 دج شهريا، بالنظر للظروف الجيدة التي كان يستفيد منها ابني، فالأساتذة الذين كانوا يمنحون الدروس كانوا ينتقون التلاميذ وفقا لمستواهم من اجل إنجاحهم، وهو ما تم، فقد نال ابني الباكالوريا بتقدير قريب من الجيد والتحق بمعهد الإعلام الآلي.

وتقاطع معظم الذين تحدثنا معهم بأنهم يعانون كثيرا من أجل توفير مبالغ الدروس الخصوصية، التي ترتفع من سنة لأخرى بالنظر لكثرة الإقبال عليها، حيث أصبح الأساتذة يفرضون منطقهم ويرفعون أسعار الدروس الخصوصية، التي بلغت في مناطق معينة مبالغ تصل إلى أكثر من 10 ألاف دينار للشهر مقابل بعض السويعات من الدروس.

دفع المال لتحقيق النجاح

أكدت لنا المحتصة في علم النفس سعاد.ح ان، و مسألة الدروس الخصوصية حساسة جدا، ويجب التعامل معها بجدية، فالأولياء مطالبين بتوجيه أبنائهم نحو الدروس التدعيمية التي تقدمها المدارس، أما الدروس الخصوصية التي يقدمها أساتذة فتعتبر قضية أخرى ومتشابكة الخيوط، فإثبات التهمة على تجاوزات الأساتذة في هذا الشأن صعبة ويجب أن نأخذ القضية من الجانب الايجابي. في حين أشار لنا طارق.م احد الأساتذة في ثانوية المتقنة بالرويبة إلى الظروف الصعبة التي يعيشها الأستاذ، فأجرته الشهرية لا تكف لسد حاجياته، وعليه وجد في الدروس التدعيمية الملاذ الوحيد لتقديم خدمات للتلاميذ مقابل بعض الأموال، التي تسمح له باستكمال مصاريف الشهر فالواقع اليوم يعرفه الجميع.ورفض نفس المتحدث، في حديث للموعد اليومي أن تُأخذ زاوية الدروس التدعيمية من الناحية السلبية، فالأستاذ يضّحي بوقته الخاص بالراحة من اجل تلك الدروس، ولو كان المستوى المعيشي جيدا لما لجا أي جزائري إلى التضحية بوقته في الراحة.

ومن الجانب الاجتماعي، قال لسلوس.ك المختص في علم النفس التربوي  بأن هذه الدروس التدعيمية أصبحت ظاهرة اجتماعية، من خلال التسابق بين الأسر لتعليم أبنائهم، وهي ظاهرة صحية، تؤكد تطور الوعي لدى الأسرة الجزائرية، من خلال التفكير في مستقبل أبنائها وتجاوز نظرة توفير وسائل العيش، وبالمقابل طالب السيد لسلوس منح المدارس للأساتذة بعد أوقات التدريس للقيام بالدروس الخصوصية، مع دفع مقابل الساعات الإضافية ومنه نفادي الانزلاقات، التي يمكن أن تحدثها تلك الدروس التي تبقى إيجابيتها كثيرة.

الدروس الخصوصية ضرورية لتحقيق المستوى

تحولت دروس الدعم والتقوية في الكثير من الأحيان إلى مصدر قلق يزعج الآباء ويثقل كاهلهم بنفقات إضافية تفرغ جيوبهم لأنها صارت ضرورية لدى البعض خاصة بالنسبة لتلاميذ الطورين الإكمالي والثانوي، وبات المعلم والأستاذ في قفص الاتهام توجه له تهمة الجشع والانتهازية، وتفضيل الدروس الخصوصية على اتقان واجبه المهني، ينظر إليه من طرف البعض بعين الريب حيث لا يستنفد كل قواه لأنه يباشر بعد الدوام عمله الثاني الذي يدر عليه بأموال إضافية من شأنها أن ترفع عنه الغبن وتخفف عنه لفح تدهور القدرة الشرائية. فيرها البعض موضة العصر و يراها البعض الأخر بالفعل ان تغيير البرنامج الدراسي لرفع المستوى الدراسي وصعوبة المقررات المدرسية الراهنة في نظر الكثير من المختصين والأولياء هي من شجعت تكريس ضرورية وإجبارية الدروس الخصوصية. حسب ما قاله لنا لسلوس.ك ان صعوبة المقررات والبرامج الدراسية التي حسبه سترشح لأن تصبح الدروس الخصوصية في مسار واحد تسري بشكل موازي إلى جانب التحصيل العادي في المدارس، وتأسف كون التلاميذ الميسورين الحال فرضوا تكريس هذا المنطق بإقبالهم الكبير وساهموا في رفع أسعار هذه الدروس وشجعوا المربين على تنظيمها، واعترف الكثير من الاساتذة يديرون  أرباحا على المنتظم في تقديمها حيث كشف أن أستاذة في اللغة الإنجليزية وزوجها أستاذ في مادة الرياضيات في الطور الثانوي مارسوا هذا العمل الإضافي لعدة سنوات وتمكنوا من اقتناء شقة مجاورة لشقتهم، وبعدها خصصوها لتقديم الدروس الخصوصية وتحولت إلى مدرسة خاصة صغيرة تفتح أبوابها بعد الدوام وأيام العطل الأسبوعية وتنشط في الخفاء بعيدا عن أعين الرقابة الجبائية والتربوية.

ق.م