باحثون في التاريخ يؤكدون: خيانة المغرب ومؤامراته ضد الجزائر ليست وليدة اليوم

باحثون في التاريخ يؤكدون: خيانة المغرب ومؤامراته ضد الجزائر ليست وليدة اليوم

أكد باحثون في التاريخ والحضارات، الثلاثاء، أن الخيانة التي ينتهجها المغرب ضد الجزائر وتدبيره المؤامرات، ليس أسلوبا جديدا وليد اليوم بل يعود لجذور ضاربة في التاريخ.

واستضاف برنامج، من صفحات تاريخ الجزائر، بإذاعة الجزائر الدولية، مجموعة من المهتمين في التاريخ، لا سيما المغرب العربي وفي هذا الصدد، شدد أستاذ التاريخ، جمال يحياوي، على أن نقض العهود والوعود وسلوك الخيانة سمة راسخة للمغرب امتدت لأكثر من ثلاثة قرون، انتهج فيها السلاطين المغاربة كل السبل للاستيلاء على التراب الجزائري ولم يقتصر الأمر، حسبه، على بعض المدن الحدودية كتلمسان بل إن أطماعهم التوسعية امتدت إلى أزيد من 500 كلم عن تلمسان، حيث وصلت جيوشهم في مرات عديدة إلى جديوية قرب غليزان وإلى حدود نهر الشلف في مساعي إلى احتلال الجزائر والتوغل أيضا، نحو جنوب الصحراء، مستعينين في عديد المرات بالبرتغال وإسبانيا من أجل تحقيق ذلك على غرار ما قام به السلطان المنصور الذي طلب النجدة من القوات البرتغالية في سبيل احتلال الأراضي الجزائرية، وطلب أن يمدوه بـ12 ألف مقاتل مقابل تنازلات يقدمها لهم. وتابع يحياوي، قائلا: (إذا قمنا بإسقاط على التاريخ اليوم فالتنازل عن سبتة ومليلة ليس وليد الخمسينات أو الستينات بل يعود إلى قرون مضت هذا النظام الملكي يقدم التنازلات مقابل الحفاظ على العرش وليس على الشعب المغربي). وأكد المتحدث ذاته، ثبات حكام الجزائر منذ القدم، فرغم كل الطعنات حافظوا على مبادئ الأخوة وحسن الجوار وسيادة البلد الآخر، مشيرا إلى أن حكام الجزائر وعبر مراحل تاريخية عديدة كان بإمكانهم إثارة فتنة داخل الأسرة الحاكمة انطلاقا من الطلبات المتكررة لبعض القبائل المغربية التي كانت تراسلهم وعلى رأسهم الأمير عبد القادر من أجل الثورة على السلطان آنذاك، ورغم الخيانات المغربية لأمير الجزائر، إلا أنه أبى الاستجابة لدعوات القبائل الغاضبة على السلطان المغربي. بدوره أبرز الباحث في التاريخ، عامر رخيلة، أن المملكة المغربية التي عرفت عبر التاريخ بما كان يسمى بالسلطنة المغربية منذ القرن 13 ميلادي وقبلها بسلطنة مراكش اتسمت بالانطواء على نفسها وكأنها قبيلة وليست دولة، لذلك لم تتبلور فيها مقومات الدولة المتعارف عليها آنذاك، بل كانت مرتبطة -يقول رخيلة- بوجود قبيلة أو عشيرة تستولي على خيرات المنطقة وهو ما يحدث اليوم عن طريق المخزن. وأبرز رخيلة، أن النفوذ اليهودي بالمملكة المغربية تعود جذوره إلى فترة سقوط غرناطة، حين فرّ اليهود إلى المغرب وتدخلوا في صنع القرار السياسي وفي إدارة الشؤون العامة للمجتمع وهيمنوا على مختلف شرايين الاقتصاد المغربي.

دريس.م