مهمة صعبة تتحملها الأم عموما

خبراء ينصحون بتقاسم الآباء لمسؤولية مراجعة الأبناء

خبراء ينصحون بتقاسم الآباء لمسؤولية مراجعة الأبناء

مع اقتراب فترة الفروض والاختبارات، يزداد الضغط على الأمهات بشكل خاص، باعتبار أن الأم هي من تتكفل عموما بمتابعة دراسة أبنائها، في الوقت الذي ينصح فيه المختصون الآباء بالمشاركة في ذلك.

تتقبل بعض الأسر، تكفل الأم بمراجعة دروس أبنائها، بمقابل ذلك هناك بعض الأمهات من تستاء من تحملها لهذه المسؤولية، وترغب في أن يقاسمها الزوج ذلك ويُنقص العبء عليها.

 

الأم تتكفل بمهام “المراجعة”

كشفت معظم الأمهات اللواتي تحدثنا إليهن أنهن يتحملن مسؤولية مراجعة الأبناء، في الوقت الذي يرفض فيه الآباء المساهمة في ذلك بحجة الإرهاق، تقول السيدة ليلى أم لطفلين “بأن زوجها، رغم أنه متعلم وعمله غير مرهق، كونه يعمل في السلك الإداري، إلا أنه يرفض القيام بأي جهد بعد الدخول إلى البيت، ولا يسأل ابنيه حتى عن يومهما في المدرسة وكيف أمضياه، في المقابل تقع على عاتقها، إلى جانب القيام بالأعمال المنزلية المتراكمة، مسؤولية مراجعة دروس ابنيها حتى يتمكنا من تحصيل نتائج إيجابية”، وتعلق “في معظم الأحيان ألغي بعض الواجبات المنزلية ليتسنى لي توفير بعض الوقت لهما، وهو نفس ما قالته سيدة أخرى تعمل بقطاع الصحة، إذ أفادت أنها أم لثلاثة أبناء يدرسون في أطوار تعليمية مختلفة، حيث تجبر بعد الدخول إلى المنزل على تخصيص وقت كاف لهم لمعرفة ما يدرسون، وتضطر أحيانا إلى اقتناء طعام جاهز لتتمكن من ربح وقت إضافي، بينما تقر أن زوجها حاد الطباع ولا يملك من الصبر إلا القليل، الأمر الذي يجعله يتجنب الدخول في نقاش مع أبنائه حول دروسهم.

 

الآباء.. المراقب عن بعد

من جهة أخرى، وعلى الطرف المعاكس، قال جمال، موظف في مؤسسة تجارية؛ إنه يمضي كل الوقت في العمل مع العملاء، إلى جانب القيام بالعمليات الحسابية، وما أن يدخل إلى المنزل إلا ويرغب في تناول وجبة العشاء، ثم النوم مباشرة، ويكتفي فقط بسؤال أبنائه الأربعة عما إذا كان لا ينقصهم شيء، فلا يفكر مطلقا في الجلوس معهم ومراجعة دروسهم أو حتى الاطلاع عليها، لأنه ببساطة لا يعرف كيف يراجع لأبنائه، في المقابل يلقي بهذه المسؤولية على زوجته التي يقول بأنها جد صبورة، ولديها القدرة على متابعتهم بشكل أفضل. وهو نفس الانطباع الذي لمسناه عند سعيد الذي قال “بأن مراجعة الدروس مسؤولية الأم، وأنه يكتفي بالمساعدة في مادة الرياضيات فقط، لأن الأم تجد صعوبة فيها، كما يشعر بالقلق وينتابه الغضب إن تعذر على أحد أبنائه الفهم، لذا يرفض تحمّل هذه المسؤولية”.

مشاركة الأبوين لتنشئة سليمة

في ظل تنامي الصراع بين الأم والأب حول من يتولى مراجعة الدروس للأبناء، تعتقد فريدة حريكان مدربة التنمية البشرية، أن تولي المهمة في المرحلة الابتدائية يعتبر من صميم التزامات الأم، لأن الأطفال بطبيعتهم يميلون إليها، باعتبارها منبعا للصبر والحنان، إلى جانب قدرتها على احتواء احتياجات الأطفال خلال هذه المرحلة العمرية، ويمكن القول بأن مراجعة دروس الأبناء والعناية بهم في بداية مشوارهم الدراسي من اختصاص الأمهات، لكن بعد التحاق الأبناء بالطورين المتوسطي والثانوي تتحول هذه المسؤولية إلى التزام مشترك يكون فيه حضور الطرفين ضروريا حتى يشعر الأبناء باهتمام الطرفين المشترك لدراستهم.

دور الأب ضروري حتى وإن لم يكن متعلما

تعتبر المراجعة أهم خطوة في عملية التحصيل المعرفي، لأنها تساعد على تثبيت المكتسبات القبلية في ذهن المتمدرس، مما يسهل عليه تحصيل مكتسبات جديدة، ومن ثمة لابد أن يكون التحصيل المدرسي شاملا من خلال المراجعة التي تغذي هذه المكتسبات، وانطلاقا من هذا تظهر ضرورة الاهتمام بها، خاصة أنها عملية تكشف عن مواطن القوة والضعف لدى أبنائهم، ليتم تداركها من خلال المراجعة المنزلية.

هذا، ويفترض أن يتقاسم مسؤولية مراجعة الدروس الأب والأم معا، وأن الاعتقاد بإلقاء كامل المسؤولية على عاتق الأم خاطئ، لأنها تعيش اليوم مع تنامي وتيرة الحياة وخروجها للعمل تضاربا في الواجبات، الأمر الذي يحتم على الأب وجوب التدخل قصد التخفيف عنها، كما أن دوره في غاية الأهمية حتى وإن كان غير متعلم، فحضوره ومجرد السؤال عما يدرسه الأبناء، وإن كانوا يستوعبون ما يقدم لهم، يعتبر عنصرا مساعدا من الناحية المعنوية في عملية التحصيل، كما أن الاهتمام بما يدرسه الأبناء يشعرهم بوجود من يحرص عليهم.

هذا، وتظهر أهمية تولي الأب لجزء من مسؤولية المراجعة في كونه الآمر الناهي بالمنزل، ومنه فحرصه على المراجعة للأبناء يضفي نوعا من الألفة بين الأب والابن في ظل انشغالات الأم، لذا ينبغي ألاّ يتحجج بعد رجوعه من العمل بعامل الإرهاق أو التعب.

ق. م