خزان مائي عذب، وجهة سياحية هامة وآفاق استثمارية يُنتظر منها الكثير…

elmaouid

مازالت العديد من المناطق على مستوى ولاية جيجل مندثرة تحت وطأة الإهمال أحيانا، وتحت وطأة التهميش أحيانا أخرى، وتحت وطأة التناسي وغياب برامج حقيقية وناجحة لإبراز جماليات هذه المناطق واستغلالها كما يجب أن يكون، وبذلك إنعاش قطاع السياحة ليس على حواف الساحل فقط، وإنما بالاعتماد على السياحة الجبلية وغيرها، في المناطق التي تزيد زائرها لهفة للتمتع بجماليات تفاصيلها، ومن هنا كانت لنا وقفة في إحدى مناطق بلدية الميلية وهو سد بوسيابة، الذي أصبح اليوم قطبا في شرق الولاية، قطبا في العديد من القطاعات، ومقصدا للعديد من السياح حتى من خارج الولاية.

 

بوسيابة… خزان مائي عذب

بدأت عملية التفكير والدراسة لإنشاء هذا السد في بداية سنة 1999، وانطلقت الأشغال به في صائفة سنة 2006، من طرف شركتين أجنبيتين، واستلم بصفة نهائية في سنة 2009 في آجاله التعاقدية، وتبلغ سعته 120 متر مكعب سنويا، ويأتي في المرتبة الرابعة ولائيا من حيث السعة، من جهة فقد كان مقررا أن تستغل مياه السد للشرب فقط، وموزعا على حصتين الأولى مخصصة للشرب وتقدر بـ: 11 مليون متر مكعب، والثانية تقدر بـ: 69 مليون متر مكعب توجه لسد بني هارون، وبعد انطلاق مصنع بلارة خصص جزء من مياهه في إطار الاستغلال الصناعي الموجه إلى مصنع بلارة، وينتظر أن تغطي مياه السد البلديات الشرقية للولاية، بداية بالبلدية الأم والأكبر الميلية، أولاد يحيى خدروش، السطارة، غبالة، سيدي معروف، أولاد رابح، والعنصر، فينتظر إذا الإنتهاء من مشروع إنشاء إنجاز مصفاة، بالإضافة إلى شبكات التوزيع نحو كل هذه البلديات للإنطلاق في ضخ مياهه إليها، واستفادة المواطنين من مياهه.

 

بوسيابة… فضاء سياحي واعد

فسد بوسيابة قطب بأتم معنى الكلمة، قطب مائي، سياحي واستثماري يعد سكان الولاية وحتى الشرق الجزائري بالكثير، لكنه وكغيره من المناطق ما زال ضحية نقص الدعاية بهذا المعلم الهام جدا، خاصة أنه يتميز بعدة خصائص كعذوبة مياهه ووجوده داخل غطاء نباتي فتان، ووسط سلسلة جبلية تدفع للراحة والفرجة والمتعة، حيث نجده يقع على بعد حوالي 10 كيلومترات عن مدينة الميلية، ويتوسط عدة قرى زادت من جماليات المنطقة وهي آشموخن و أولاد عربي وأولاد الصالح، ويطل امتداده من الناحية الشرقية إلى حدود الولاية مع سكيكدة بين بلديتي السطارة وعين قشرة، والولجة بوالبلوط، كما نجد أن المنطقة يتخللها واد دائم الجريان طوال فصول السنة، ويتكون من جزئين، الجزء الأكبر تابع لبلدية الميلية والجزء الآخر الصغير ببلدية بوالبلوط التابعة لولاية سكيكدة.

من أهم ميزات محيط السد، الإخضرار الدائم، واكتساء ضفافه بغابات كثيفة، تضم كل أنواع الخضرة، أغلبها من الأحراش وأشجار البلوط، فيصنع هذا البساط الأخضر واحدة من اللوحات الربانية الرائعة والساحرة، حيث ينتظر من هذه المنطقة أن تكون قطبا بأتم معنى الكلمة، قطبا سياحيا جبليا بامتياز، يعد بالكثير، ويعتبر من جهة الأمل المنشود لبلدية الميلية وكذا سكان المنطقة الذين يأملون في التفاتة حقيقية من السلطات المحلية بجيجل لإنعاش المنطقة عن طريق مشاريع يمكن أن تحول عزلتها إلى حركية دائمة، عن طريق تأهيل وتهيئة الطرق المؤدية إلى السد من كل الإتجاهات ومن كل البلديات القريبة منه.

 

بوسيابة… آفاق استثمارية كبيرة

بالإضافة إلى الأمل في خلق مناطق وفضاءات كإنشاء مخيمات عائلية وللراحة، ومساحات اللعب وممارسة مختلف الرياضات وفضاءات للفروسية وتربية الخيول، وإنشاء مشاريع فندقية، تفتح مجالات كبيرة تتناسب وطبيعة محيط السد، فكل أمل سكان المنطقة الاهتمام بفك العزلة عن القرى الموزعة بمحيط السد، وهو ما سيساهم في إنعاشها بنشاطات اقتصادية مختلفة تفتح مجالات كبيرة في عالم الشغل وكذا إمكانية تحويل السد إلى فضاء لممارسة رياضة القوارب الشراعية وإنشاء فرق رياضية في هذا المجال، وخلق مجالات كبيرة في ممارسة صيد الأسماك، بالنظر إلى الثروة السمكية التي يمتلكها السد في هذا المجال، ولم لا خلق الأجواء التنافسية بين قاصدي هذا النشاط الترفيهي بالدرجة الأولى وإجراء مسابقات تنعش الحياة الثقافية بمحيط السد.

 

بوسياية… وجهة سياحة عذراء تنتظر التنقيب

وهكذا يبقى سد بوسيابة كنزا ينتظر التنقيب عن جمالياته وتفاصيله التي تزيد من تعلق كل زائر له، وبين عذوبة مياهه ومناظره الخلابة والساحرة، يمكن مع قليل من الاهتمام بالمنطقة، صناعة حكايات تفوق جمالا حكايات ألف ليلة وليلة، لكن كيف ومتى؟، ليبقى السؤال مطروحا إلى أجل غير مسمى.