تخوض فرنسا إضراب عام دعت إليه النقابات العمالية في القطاع العام كالنقل والكهرباء والوظائف الحكومية والمدارس والجامعات والصحة، وأيضا بعض كبريات شركات القطاع الخاص. ومن المتوقع أن تتعطل حركة النقل العام خصوصا شركات السكك الحديدية وشركات النقل العام بباريس، فيما يواصل عمال شركة “توتال إينرجي” إضرابهم ما تسبب بانخفاض إمدادات الوقود، وسط توتر يتنامى في ثاني أكبر اقتصاد بمنطقة اليورو في ظل تضخم مرتفع.
وشهدت فرنسا الثلاثاء اضطرابات كبيرة بعد أن دعت النقابات إلى الإضراب والتظاهر للمطالبة برفع الأجور والتوقف عن إجبار العاملين المضربين في المصافي ومستودعات الوقود على العمل.وجاءت هذه الدعوات للتعبئة في سياق بات قابلا للاشتعال بسبب الإضراب في مصافي التكرير، الذي عطل بشكل كبير توزيع الوقود في جميع أنحاء البلاد منذ نحو أسبوعين، خصوصا في الشمال والوسط ومنطقة باريس.وردت الحكومة على ذلك عبر استدعاء المضربين من أجل إعادة فتح بعض مستودعات الوقود. كما استدعى الرئيس إيمانويل ماكرون الإثنين رئيسة الوزراء إليزابيث بورن والوزراء المعنيين لتقييم الوضع في الوقت الذي تشهد 30 بالمئة من محطات الخدمة في فرنسا اضطرابات، وغالبا ما تكون هناك طوابير لا نهاية لها لسائقي السيارات.ومن الأسباب التي تقف وراء عدم رضا ملايين الموظفين: التضخم الذي يؤثر على القدرة الشرائية، والتشديد المقبل لقواعد إعانات البطالة، وإصلاح المعاشات التقاعدية المتوقع في نهاية العام.وسيؤثر اضراب الثلاثاء على وجه الخصوص على شركات السكك الحديدية (SNCF) وشركات النقل العام في باريس (RATP). ومن المنتظر أن تشهد حركة السكك الحديدية اضطرابات كبيرة في منطقة باريس حيث سيجري تسيير قطار واحد من كل قطارين. كما قد تشهد حركة المرور على الخط الرئيسي اضطراب أقل.وسيراقب مسؤولو النقابات والحكومة عدد المضربين لا سيما في القطاعات الاستراتيجية مثل النقل والطاقة. وأي دعوات لإضراب متجدد،في قطاع السكك الحديدية على سبيل المثال، مع اقتراب العطلة المدرسية التي تبدأ الجمعة.وتأتي هذه التحركات غداة تظاهرة ضد “غلاء المعيشة” نظمتها الأحزاب اليسارية ومنها “فرنسا المتمردة” في باريس. وبلغ عدد المشاركين فيها 140 ألف شخص وفق المنظمين و30 ألف شخص وفق الشرطة، و29 ألفا و500 شخص وفق تعداد أجراه مركز “أوكورانس” لعدد من الوسائل الإعلامية من بينها وكالة فرانس برس.وتظهر عواقب الإضراب في المصافي في العديد من القطاعات: صعوبات في الوصول إلى العمل وقلق في المناطق الريفية في خضم موسم الحصاد والخوف من تعطيل المغادرين في إجازات وإلغاء الحجوزات.
