أنا صديقكم عصام الدين من البليدة، موظف بمؤسسة خاصة وأقوم بواجباتي المهنية على أكمل وجه، يحترمني الجميع على تفانيّ في عملي والحمد لله، لكن مشكلتي تكمن في أنني غير مستقر وسط أهلي بسبب مرض والدتي المزمن وحالتها الصحية التي تزداد سواء يوما بعد يوم، وهي حاليا طريحة الفراش. يحدث هذا للأسف في غياب تام لوالدي الذي تنصل من مسؤوليته تجاهها ولم يقم بواجبه رغم أن لهما عشرة زوجية تفوق الـ 40 سنة.
وما آلمني كثيرا أنني لما طلبت منه أن يساعدني بالمال لمعالجتها، رفض وقال لي بصريح العبارة “المال الذي أخسره على أمك المريضة أتزوج به بامرأة أخرى بكامل صحتها وقوتها الجسدية”…..
وقد تذمرت أمي المسكينة من كلامه وزاد من تأزم حالتها الصحية وأكد لنا الأطباء أن حالتها معقدة تحتاج إلى علاج مكثف وأموال طائلة .
المشكل لا يكمن هنا، لأني قائم بواجباتي تجاه والدتي بل مع والدي الذي يفكر في الزواج في هذه الفترة مع امرأة سيئة الطباع والأخلاق…
أنا ضد تصرفات والدي التي هي طعنة لأمي التي تمر بفترة مرضية جد حساسة وصعبة ولا أريد أن تعرف أن والدي يريد الزواج عليها بامرأة لا تناسب عائلتنا ولا تشرفها.
وما كان عليّ إلا الاستنجاد بأعمامي ليتحدثوا مع شقيقهم (والدي) ليؤجل فكرة زواجه حاليا وأن يبتعد عن تلك المرأة السيئة، فأخبروني أن طباع والدي هكذا لا يعترف بالجميل ولا يساعد أحدا وهو هكذا طوال حياته وطلبوا مني ألا أخوض معه الحديث في هذا الموضوع ووعدوني بالوقوف إلى جانبي ومساعدتي في التكفل بوالدتي المريضة..
صحيح أن كلام أعمامي أراحني لأنهم سيقفون إلى جانبي في محنة أمي الصحية، لكنني لست راضيا على زواج والدي بتلك المرأة سيئة السمعة.
ولذا لجأت إليك سيدتي الفاضلة لمساعدتي في إيجاد حل لخلافاتي ومشكلتي مع والدي وإبعاده عن تلك المرأة.
الحائر: عصام الدين من البليدة
الرد: يبدو من خلال ما رويته لنا في محتوى مشكلتك أن والدك طباعه هكذا منذ زمن طويل، كما قال لك أعمامك ولا يمكنك تغييره مهما فعلت، ووالدك ينطبق عليه المثل القائل “من شب على شيء شاب عليه”، لذا فلا داعي للخوض معه في هذا الأمر واهتم بأمك وعلاجها خاصة وأن أعمامك وعدوك بالوقوف إلى جانبك في علاجها، واترك والدك جانبا ولا تطالبه أبدا بالاهتمام بوالدتك ما دام تنصل من واجباته تجاهها، وخوضك في هذه المسألة سيكون مضيعة للوقت.
أما بخصوص زواجه بامرأة سيئة الطباع والأخلاق، فهو مسؤول عن هذا القرار ولا أظنك ستقنعه بالعدول عنه ما دام أعمامك لم يفلحوا في ذلك.
أنت مطالب أخي عصام الدين حاليا بالاهتمام بعلاج والدتك وخدمتها بمساعدة أعمامك وبالمقابل لا تخسر والدك أو تنتقم منه على تصرفاته لأن الأبناء مطالبون باحترام الآباء في كل الأحوال.
نتمنى أن تزف لنا أخبارا مفرحة عن والدتك عن قريب بإذن الله.
