خلال الملتقى السنوي للكونفيدرالية العامة للمالية.. الجزائر تملك عدة مؤهلات لتنويع صادراتها بإفريقيا

خلال الملتقى السنوي للكونفيدرالية العامة للمالية.. الجزائر تملك عدة مؤهلات لتنويع صادراتها بإفريقيا

أكد المشاركون في الملتقى السنوي الـ17 للكونفيدرالية العامة للمالية على وجود عديد الميزات النسبية التي تسمح للجزائر بتوسيع مجال الشراكة وتنويع صادراتها إلى إفريقيا، لا سيما عبر المؤسسات الكبرى لقطاعات الطاقة والصناعة والصناعات الغذائية.

وأوضح سفير السينغال بالجزائر، سيرينيي دياي، خلال تدخله بمناسبة هذا الملتقى الذي نظم تحت شعار “أي مكانة اقتصادية وتجارية للجزائر في القارة الإفريقية”، أن الجزائر تتوفر على ميزات نسبية تسمح لها بالتموقع في القارة الإفريقية ورفع مبادلاتها التجارية وكذا الاستثمارات في القارة. وأشار الدبلوماسي السينغالي، في هذا السياق، إلى قطاع الصناعة الصيدلانية والمحروقات والصناعات الغذائية ومواد البناء والصناعات الكهربائية، مؤكدا أن المؤسسات الجزائرية على غرار سونلغاز وسوناطراك بإمكانها التدخل في المشاريع الاستثمارية التي باشرتها البلدان الإفريقية.

كما أوضح السفير السينغالي أن تكاليف إنتاج المؤسسات الجزائرية تعتبر تنافسية وتمنح الإمكانية لتجسيد مشاريع شراكة مع الشركات الإفريقية، مؤكدا في هذا الصدد على إنشاء شركات مختلطة، مبرزا أن رجال الأعمال الجزائريين بإمكانهم المخاطرة والقيام بمشاريع في إفريقيا لأن عوائد الاستثمار مهمة ويجب علينا العمل كذلك على الآجال الطويلة وبناء علاقات ثقة.

ولدى تطرقه لوضعية التجارة البينية الإفريقية تأسف السفير السينغالي لضعف حجم المبادلات بين البلدان الإفريقية التي تقدر بـ12 بالمائة، في حين يزيد تدفق المبادلات بين البلدان الأوروبية عن 60 بالمائة. ومن أجل بعث ديناميكية جديدة ولا سيما في إطار منطقة التبادل الحر الإفريقية، أوصى السفير بفتح بنوك تجارية من أجل مرافقة المستثمرين والمتعاملين الاقتصاديين وفتح خطوط جديدة للنقل الجوي والبحري، بشكل يؤدي إلى تقليص تكاليف النقل وتموين كل الساحل الإفريقي.

من جانبه، أشار سفير نيجيريا بالجزائر، محمد عبد اللاي مبدول، إلى تحكم الجزائر في قطاع المحروقات والطاقة (غاز وبترول وتكرير وكهرباء…) وتتوفر على مؤسسات كبيرة من شأنها أن تجسد شراكات مع مؤسسات إفريقية. وأضاف مبدول قائلا إن لدينا أكثر من 600 مليون إفريقي لا يتوفرون على الكهرباء. كما أكد سفير نيجيريا على أهمية توقيع اتفاق “زليكاف” الذي يفتح المجال ويعطي الأمل لجميع الشركات الإفريقية من أجل اغتنام الفرص التي تتوفر عليها القارة، فضلا عن منطقة التبادل الحر الإفريقية. وأشار سفير نيجيريا إلى مشروع الطريق العابر للصحراء الذي سيربط الجزائر بلاغوس، مؤكدا أن هذا الطريق سيسمح للبلدان الإفريقية المعنية (الجزائر وتونس ومالي والنيجر وتشاد ونيجيريا) بتطوير مبادلاتها وترقية الشراكة مع بقية البلدان الإفريقية المجاورة.

أما سفير غينيا، الحسن باري، فقد دعا خلال النقاشات إلى تغيير المقاربة في مجال تطوير الشراكة والتجارة البينية الإفريقية، داعيا إلى مبادلات متوازنة وفتح خطوط جوية مباشرة بين الحزائر والبلدان الإفريقية الأخرى.

وكان رئيس الكونفيدرالية العامة للمالية، كريم محمودي، قد أكد، من قبل، أن الجزائر لديها ماضيا إيجابيا مع البلدان الإفريقية التي ساندتها في إطار الكفاح من أجل الاستقلال والتي من شأنها أن تتعزز من خلال علاقات اقتصادية وتجارية.

محمد د.