خلال مؤتمر دولي بغليزان.. تأكيد على ضرورة التحسيس حول الاستعمال السيئ لوسائط التواصل

خلال مؤتمر دولي بغليزان.. تأكيد على ضرورة التحسيس حول الاستعمال السيئ لوسائط التواصل

أكد المشاركون في المؤتمر الدولي حول “الأمن الرقمي في الجزائر بين وعي المجتمع وهشاشة المستخدم” المنظم بجامعة “الشهيد أحمد زبانة” لغليزان على ضرورة التحسيس المستمر للأطفال والشباب حول مخاطر الاستعمال السيئ لوسائط التواصل الاجتماعي.

وشدد المتدخلون في هذا اللقاء المنظم من طرف مخبر الدراسات الاجتماعية والنفسية والأنثروبولوجية لجامعة “الشهيد أحمد زبانة” لغليزان، بالتنسيق مع مديرية الأمن الولائي، على ضرورة التحسيس الدائم والتكثيف من العمليات التوعوية حول مخاطر الاستعمال السيئ لوسائط التواصل الاجتماعي والتكنولوجيات الحديثة.

 

مشاكل وقرصنة توقع الضحايا

وفي هذا الإطار، أشار ضابط شرطة رئيسي مسعدي هواري بومدين من المصلحة الولائية للشرطة القضائية لأمن ولاية غليزان في مداخلته حول “الجريمة السيبرانية” إلى مخاطر الاستعمال العشوائي وغير الآمن لمختلف وسائل ووسائط التواصل الاجتماعي، خاصة من طرف الأطفال والشباب الذين يستعملون هذه الفضاءات الافتراضية بشكل كبير والكثير منهم يواجهون مشاكل أو يقعون ضحايا عمليات قرصنة.

وأبرز ذات المتدخل دور الأولياء في مرافقة أبنائهم حول الاستعمال الصحيح والآمن لشبكة الأنترنت وتوجيههم وتوعيتهم قصد حمايتهم من مختلف المخاطر التي قد تنجم عن استعمالهم السيئ لهذه التكنولوجيا.

وأشار إلى أن مصالح الشرطة بولاية غليزان تقوم على مدار الموسم الدراسي بحملات تحسيسية وتوعية عبر المؤسسات التربوية والتكوينية حول مخاطر استعمال الأنترنت بشكل غير صحيح، قصد رفع نسبة الوعي وحماية الأطفال والشباب.

 

تطور التكنولوجيا يزيد من الجرائم

من جهته، أكد الدكتور عبد الكريم الوزان من الجامعة “الأفرو أسيوية” بمصر في مداخلته حول “التحول الرقمي بين الواقع والمأمول” أن التطورات الحاصلة في مختلف العلوم والتكنولوجيا والاستعمال المتزايد لتكنولوجيات الإعلام والاتصال، زادت من الجرائم السيبرانية والإلكترونية لكون هذه الجرائم والتهديدات تتطور وتتغير بسرعة.

ودعا ذات المحاضر إلى ضرورة تضافر جهود مختلف الفاعلين من الباحثين والأكاديميين في مجال تكنولوجيات الإعلام والاتصال وكذا علماء النفس والاجتماع والمصالح الأمنية لتحصين مواقع ووسائط التواصل الاجتماعي.

وتطرق المشاركون في هذا اللقاء الذي دامت أشغاله يومين إلى محاور أخرى تتعلق بـ “البيئة الرقمية بين حتمية الحس الأمني وهشاشة المستخدم” و”أخلاقيات التواصل الرقمي للمستخدم بين مواكبة الحداثة وأخلقة الرقمنة” و”تكنولوجيا المعلومات بين حتمية الاستخدام ورهانات الحماية” وغيرها.

 

همّ تكنولوجي يجثم على قلوب الآباء

وفي سياق متصل، ناقشنا الموضوع مع بعض الآباء لمعرفة هل يراقبون الأبناء أثناء دخولهم الأنترنت؟ وكيف يتعامل الآباء مع هذا الابتكار التكنولوجي الذي ينافسهم في عملية التنشئة الاجتماعية؟

السيدة ”سهام” (أم لطفل) والتي التقيناها بوسط مدينة بومرداس تشير إلى أن الأنترنت ضرورة عصرية مفيدة للأطفال، مضيفة أنها تنوي تزويد حاسوبها بهذه الخدمة، لكن مع فرض رقابة صارمة من خلال إدخال تقنية المراقبة التي تكشف عن المواقع التي يزورها الطفل، فضلا عن تحديد ساعات الإبحار عبر هذه التقنية.

وفي إطار هذا الموضوع، تروي السيدة “مريم” من بلدية برج منايل لديها ابن يدرس في الإكمالية، ألح على ربط حاسوب المنزل بالشبكة العنكبوتية الأنترنت لإجراء البحوث التي يطلبها الأساتذة منه، وفي النهاية، قررت ووالده الاستجابة لطلبه بعد أن تعبنا من مراقبته أثناء دخوله على النات في مقهى أنترنتي يعود لصديق زوجي، علما أن هذا الأخير كان يقوم بدور المراقب بعد أن أوصاه زوجي بذلك.

وتستكمل حديثها: ”في النهاية، تراءى لي أنّ تزويد الكمبيوتر المنزلي بهذه التقنية أفضل طريقة للتخلص من الشعور بالخوف من احتمال تعرضه للمواقع الإباحية التي تظهر صفحاتها على الشاشة أحيانا دون سابق إنذار”.

ولا تخفي المتحدثة أن قلقا يسكن بداخلها جراء الخوف من تلك المواقع الإباحية التي تهدد الأخلاق، ما يضطرها للمواظبة على مراقبة المواقع التي يزورها ابنها من خلال تقنية البحث المتوفرة.

وتكشف أيضا أنها تفكر في تزويد الكمبيوتر المنزلي بتقنية المراقبة، ففي النهاية يبقى توفير هذه الخدمة ضرورة ليواكب الأبناء تطورات العصر.

وتذكر أن حرمان الأطفال منها يتسبب في تأخرهم، مشددة على ضرورة اِلتزام الأولياء بالمراقبة، ولو أن المراقبة تبقى غائبة في العديد من البيوت بسبب الأمية التكنولوجية التي تجعل العديد من الآباء غافلين عن السموم الكامنة في هذه الوسيلة الاتصالية.

من جانبها، لا تعارض السيدة ”فريدة” (أم عاملة) من بودواو فكرة تدعيم معارف الطفل عن طريق هذه الوسيلة التكنولوجية الحديثة، لكن مسألة إدخال هذه التقنية في نظرها تضع على كاهل الوالدين مسؤولية ثقيلة نظرا لما تتطلبه من مراقبة جادة ومستمرة.

ورغم أنها تطور مهارة الطفل في المجال المعرفي، إلا أنه مهدد بفقدان الكثير من المهارات الأخرى، فقد يتحول بفعل الإدمان إلى شخص كبير عن سنه ليصبح إنسانا متعلما قبل الأوان.

ولذلك، يدعو الآباء إلى عدم السماح للأبناء بالتعلق كثيرا بالأنترنت من خلال تقنين ساعات استخدامها وحثهم على مطالعة الكتب بدلا من ذلك، حتى لا يفقدهم الإدمان على الأنترنت براءتهم ويسلب منهم وقت اللعب الذي يعد ضروريا جدا للصحة النفسية.

شدة الخوف على أخلاق الجيل الصاعد حملت بعض الآباء على رفض فكرة توفير حاسوب للأبناء في البيت بوصفه مصدرا لخطر أخلاقي…من ضمن هؤلاء تاجر ملابس بالنفق الجامعي يقول: ”لست متحمسا لفكرة إدخال خدمة الأنترنت إلى بيتي، لأن ذلك يستوجب مراقبة على مدار 24 ساعة وهي مهمة مستحيلة في نظري”.

إن الوالدين سيشعران حتما بالفضول والقلق عندما يكون ابنهما معزولا في غرفته طوال اليوم دون أن يعلما ما المواقع الإلكترونية التي يدخلها. كما أن هناك حالات تفرض غياب كلا الوالدين عن المنزل وهنا تتعذر المراقبة، يضيف المتحدث.

ويستطرد أنه على الرغم مما يجنيه الأبناء من فوائد، إلا أن الإبحار عبر تلك الشبكة قد يعرضهم لأخطار عدة هم عنها غافلون، مشيرا إلى أن ظهور هذه التقنية التكنولوجية عقّد مهمة الآباء التربوية نظرا لصعوبة المراقبة.

ويروي في هذا السياق أنه يضطر في العديد من المرات للذهاب إلى مقاهي الأنترنت لإجراء بحوث بدلا عن ابنته التي تدرس في الإكمالية أو يلجأ إلى مرافقتها، وهو نفس الأسلوب الذي يعتمده مع ابنه الذي يدرس في الثانوية خوفا من الألغام الإباحية التي قد تعترضه.

وفي هذا الصدد، يتبادر السؤال؛ هل يتحمل الأساتذة جزءا من المسؤولية إزاء انتشار ظاهرة إنجاز التلاميذ للبحوث عن طريق الأنترنت؟

ويجيب أحد الأساتذة ببومرداس ”إن البحث ضرورة معرفية في الوسط التربوي، لكننا كأساتذة نرفض فكرة إجرائها عن طريق الأنترنت التي تقدم بحوثا جاهزة تقوم على تقنية ”انسخ وألصق” خاصة وأنها تفوق في الكثير من الأحيان المستوى التعليمي للتلاميذ، لكن الواقع أنها أضحت تقليدا وسط التلاميذ، والمسؤولية لا يتحملها الأساتذة، إنما الآباء بالدرجة الأولى، ممن يتوجب عليهم مراقبة أبنائهم لتجنب تعرضهم لمخاطر هذه الوسيلة وحثهم على اعتماد الكتب في البحث.

والملفت في هذه القضية هو أن بعض الأطفال يتوجهون إلى مقاهي الأنترنت بمفردهم دون حسيب ولا رقيب..

“رياض” 10 سنوات انتقل إلى الطور الإكمالي خلال هذا العام الدراسي، كثيرا ما كان يلجأ إلى نوادي الأنترنت لإنجاز بعض الوظائف المدرسية مثل البحث عن أسماء عواصم ومساحات بعض الدول بعلم من والديه اللذين يجهلان مخاطر الأنترنت..

أمثال “رياض” كثيرون ويتوافدون على مقاهي الأنترنت في غفلة العديد من الآباء والأمهات عن الإباحية التي تغازل أطفالنا عن طريق الرسوم المتحركة وبرامج أخرى تحول الأنترنت إلى مستنقع للرذائل.

لمياء. ب

Peut être une image de 5 personnes, haut-parleur et textePeut être une image de 3 personnes, personnes qui étudient, télévision et textePeut être une image de 5 personnes, télévision et texte

Peut être une image de 10 personnes, estrade et textePeut être une image de 5 personnes, personnes qui étudient et salle de pressePeut être une image de 6 personnesPeut être une image de 6 personnes, personnes qui étudient, salle de presse et hôpital