📌 انتصار تلو الآخر للجزائر في ملفات دولية شائكة ومعقدة
📌 الند للند مع فرنسا وإسبانيا
تمكنت الدبلوماسية الجزائرية، بقيادة الرئيس عبد المجيد تبون، من تحقيق انتصار تلو الآخر في كثير من الملفات الدولية الشائكة والمعقدة وذلك بفضل عاملين أساسين وهما الثوابت التي تقوم عليها الدبلوماسية منذ زمن الثورة التحريرية، إلى جانب تحرر الاقتصاد الوطني من المديونية الخارجية وعدم لجوء الجزائر إلى الاستدانة الدولية، ما مكنتها من إحباط منارات دبلوماسية الباطل لنظام المخزن، لا سيما على مستوى الاتحاد الإفريقي، وإعادة إحياء القضية الفلسطينية ولمّ شمل البيت العربي ومواجهة التوغل الصهيوني وستتوج انتصارات الجزائر دبلوماسيا في القمة العربية القادمة المقررة شهر نوفمبر القادم.
يحسب للسنوات الأولى التي قضاها الرئيس عبد المجيد تبون بقصرالمرادية بعد انتخابه رئيسا للبلاد عقب الانتخابات الرئاسية التي جرت في 12 ديسمبر 2019، تمكنه من إعادة صوت الجزائر عاليا في سماء المحافل الدولية صاحبه دور ريادي للجزائر في الملفات الدولية والإقليمية والقارية ما جعل الكثير من زعماء العالم يعترفون بعودة الدبلوماسية الجزائرية إلى عهدها الذهبي في نهاية السبعينات، حيث كانت تنوب على الشعوب المستضعفة في مواجهة مخالب الأمبريالية المتوحشة، ومن أبرز بصمات الدبلوماسية الجزائرية التي نفذتها الجزائر بنجاح الوقوف الند للند لمؤامرات التطبيع ومحاولات التوغل الصهيوني إلى أعماق القارة الإفريقية بدعم من نظام المخزن الاستعماري، حيث أبدت الجزائر منذ الوهلة الأولى معارضتها لموجة تطبيع بعض الأنظمة العربية مع الكيان الصهيوني، كما جنّدت كافة امكانياتها من أجل إحباط مؤامرة إدخال عدو الأمة العربية والإسلامية إلى صرح الاتحاد الإفريقي بصفة ملاحظ في قضايا مكافحة الإرهاب والجريمة.
الجزائر تعيد القضايا الفلسطينية إلى واجهة الأحداث الدولية
تمكنت الجزائر أيضا، بنشاط دبلوماسي مكثف ونفس جديد، من إعادة القضية الفلسطينية إلى واجهة الأحداث الدولية وتجلى ذلك بوضوح من خلال مرافعة الرئيس عبد المجيد تبون، بصوت عال لحق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره وإقامه دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف، في كافة المحال الدولية التي شارك فيها، وكذا الزيارات الرسمية التي قادتها لعدد من الدول العربية كقطر والسعودية والكويت وتونس ودول غير عربية كتركيا وإيطاليا، وتجلت مجهودات الجزائر في دعم القضية التاريخية أيضا في الزيارة التاريخية للرئيس الفلسطيني محمود عباس، إلى الجزائر في ديسمبر 2021 وهي الزيارة التي عبرت بوضوح عن وفاء الجزائر للقضية المركزية ومبادئها الثورية في وقت كان يهرول فيه الكثير إلى موجة التطبيع مع الكيان المحتل، لا سيما وأنها توجت بإعلان مساندة الجزائر للدولة الفلسطينية ماليا بقيمة 100 مليون دولار، كما تقرر خلالها إعلان الجزائر عن مبادرتها للمّ شمل الصف الفلسطيني الذي توج بزيارات متوالية لفصائل وتيارات فلسطينية.
لمّ الشمل العربي ومساعي إعادة سوريا إلى الجامعة العربية
ولم يتوقف دعم الجزائر للقضية الفلسطينية عند حدود زيارة الرئيس الفلسطيني، بل تحركات على أعلى المستويات في كل الاتجاهات لوقف العدوان الصهيوني وإقرار حقوق الشعب الفلسطيني، مع إدراج القضية الفلسطينية والمصالحة الفلسطينية في جدول أعمال القمة العربية المقررة بالجزائر في الفاتح من نوفمبر القادم، وهي القمة التي ستناقش أيضا، لمّ الشمل العربي لمواجهة تحديات المرحلة الراهنة إلى جانب إعادة سوريا إلى أحضان الجامعة العربية، وهي الجهود التي أعلن عن دعمها كبار قادة العالم العربي وزعمائه ما يدل على صحة المسار وصوابه.
مواصلة دعم ليبيا وحق الشعب الصحراوي في تقرير مصيره
وما ميز الدبلوماسية الجزائرية في السنوات الأخيرة أيضا، مواصلة الجزائر وقوفها إلى جانب الشعب الليبي الشقيق في أزمته التي لا تزال مستمرة منذ سقوط نظام الرئيس الراحل امعمر القذافي، حيث عملت الجزائر بجميع الوسائل والإمكانيات لصد المؤامرات التي تستهدف الشعب الليبي الشقيق مع تشجيع المصالحة الداخلية بين أبنائه والمرافعة لضرورة العودة إلى الشعب عن طريق تنظيم انتخابات رئاسية وبرلمانية في أقرب الآجال تنهي الصراع وتصد محاولات التدخل الأجنبي في الشؤون الداخلية للشعب الليبي وهي الجهود التي لقيت ترحيبا واسعا من قبل الحكومة والبرلمان والطبقة السياسية الليبية، إلى جانب دول جوار ليبيا. ورغم الخيانات والمؤامرات التي يحيكها بين الحين والآخر نظام المخزن وحلفائه، إلا أن الجزائر بقيت من أبرز المدافعين عن حق الشعب الصحراوي الشقيق في تقرير مصيره، وفق ما تقر عليه لوائح هيئة الأمم المتحدة والاتحاد الإفريقي وكذا الاتحاد الأوروبي، وفي هذا الإطار أحبطت الجزائر العديد من المؤامرات المغربية التي أرادت التلاعب بمسار القضية الصحراوية، لا سيما تصريحات كاذبة مزعومة لقادة الاتحاد الأوروبي، حيث أدى الدور الجزائر نفي مسؤولي الاتحاد الأوروبي لكثير من المرات مزاعم مغلوطة للنظام المغربي.
الند للند مع فرنسا وإسبانيا
قوة الدبلوماسية الجزائرية وتحررها من ضغوط المديونية الخارجية والتي أكد الرئيس تبون مرارا وتكرارا أن الجزائر لن تلجأ إليها، ساهم في قول الجزائر لكلمتها عاليا أمام دول يحسب لها أي حساب والبداية كانت بفرنسا، حيث حين تمادى الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في استفزاز الجزائر بتصريحات غير لائقة خلال نهاية عهدته الرئاسية الأولى في ربيع 2021 لم تبقى الجزائر موقف المتفرج، حيث قررت سحب سفيرها بباريس ولجأت إلى عدة إجراءات تأديبية ضد باريس ما جعل ماكرون يوفد على جناح السرعة وزير خارجيته السابق للجزائر لطلب اعتذار، كما كلفت الإجراءات التأديبية التي أقرتها الجزائر الرئيس الفرنسي إلى تقديم اعتذار بنفسه وهي سابقة في تاريخ العلاقات الفرنسية- الجزائرية. وما يقال عن فرنسا يقال عن إسبانيا، حيث لم تكتفي الجزائر ببيانات وتصريحات تدين صفقة العار التي أقامها رئيس الحكومة الإسباني بيدرو سانشيز مع العاهل المغربي، ما جعله يقوم بتغيير موقف إسبانيا من الصحراء الغربية بموقف يدعم أطروحة الحكم الذاتي للنظام الاستعماري، حيث واجهت الجزائر صفقة العار الإسبانية باستعلاء وقررت تعليق معاهدة الصداقة وحسن الجوار، الأمر الذي كلف الحكومة الإسبانية غاليا خاصة على الصعيد الاقتصادي الذي تجلى في تصريحات لمسؤولي الاقتصاد الإسباني والمتعاملين الإسبان في مختلف قطاعات النشاط.
محمد.د










