دعا اليوم الثلاثاء بميلة مشاركون في الملتقى الوطني السنوي للشيخ العلامة مبارك الميلي تزامنا مع الذكرى ال 78 لوفاته و الذي حمل عنوان “دور الخطاب المسجدي في تربية النشء وحمايته من الآفات والأفكار الهدامة” إلى “الفهم الجيد” لما تفرضه التحولات التكنولوجية من تحديات نتيجة ما قد تفرزه من آفات اجتماعية تهدد الأجيال القادمة.
و أوضح الدكتور طه كوزي، مدير المعهد العالي للعلوم بالجزائر العاصمة، في مداخلته حول الأمن الفكري للمجتمعات, أنه يتعين على جميع أفراد المجتمع وفي مقدمتهم القائمين على المساجد والأولياء الوعي الجيد بما أنتجته تكنولوجيات الاتصال التي يعيشها العالم من قيم و أفكار “مهددة للجيل القادم و قد تقوده إلى سلوكيات بعيدة عن ديننا وهويتنا”.
وقال الدكتور كوزي أنه “يتعين علينا تحديد طريقة للتعامل الصحيح مع ما يقدم عبر وسائط التواصل والألعاب الإلكترونية التي تستحوذ على جزء كبير من وقت الشباب والأطفال و تزرع فيهم ميولات نحو آفات جديدة تجعل من هذا الجيل يسعى وراء ذاته فقط بعيدا عن مجتمعه وخصوصياته”.
من جانبه، إعتبر الأستاذ بجامعة بسكرة, الدكتور عز الدين كيحل, في تدخله الموسوم ب “الشباب والآفات القاتلة وطرق المواجهة”, نتاج شبكات اجتماعية السبب في عزلة و انطواء الشباب و تشويه المفاهيم لديهم وتشكيكهم في عديد الأمور من خلال ما يتعرضون إليه من محتويات.
كما وصف انتشار آفة المخدرات والمؤثرات العقلية التي يتم تسريبها إلى الجزائر ب”المؤامرة ضد هذا البلد للنيل منه” كونها أهم أسباب تفشي آفات اجتماعية.
و برأي ذات المتحدث, وجب الرفع من درجة الوعي الذي كان أهم ما ركز عليه رواد الإصلاح لمقاومة المستعمر الذي أراد تجهيل الشعب الجزائري للتحكم فيه، داعيا إلى توسيع نشاط المؤسسة المسجدية لاستقطاب الشباب من خلال تنويع الأنشطة واستضافة الكفاءات في مختلف التخصصات فضلا عن نقل الخطاب المسجدي إلى خارج المسجد لتنوير أفراد المجتمع والمشاركة في المواجهة الميدانية للآفات.
و حذر مدير مركز مكافحة الإدمان على المخدرات ببوشاوي (الجزائر العاصمة)، الدكتور كمال عبيدات، في محاضرته الموسومة ب” آفة المخدرات في وسط الشباب” من استفحال ظاهرة الإدمان بين الشباب.
و حث في هذا الصدد على تدخل الأسرة إلى جانب الفاعلين في الميدان للحد من هذه الظاهرة التي تهدد الشباب وتقودهم نحو الجريمة والتسرب المدرسي.
و تم خلال أشغال هذا الملتقى الوطني تقديم العديد من المداخلات من قبل مختصين ليختتم اللقاء بنقاش عام مع الحضور.










