وزارة الصحة تقرر التدخل عبر نصوص قانونية للاستعمال السليم لها

دق ناقوس الخطر من الوصف المفرط للمضادات الحيوية للجزائريين مع ارتفاع “كوفيد-19”

دق ناقوس الخطر من الوصف المفرط للمضادات الحيوية للجزائريين مع ارتفاع “كوفيد-19”

كشفت المديرة العامة للصيدلة والمستلزمات الطبية بوزارة الصحة، البروفيسور وهيبة حجوج، أن الوزارة بصدد “إعداد النصوص القانونية الخاصة بإنشاء اللجنة الوطنية متعددة الاختصاصات حول الاستعمال الأمثل للمضادات الحيوية بالقطاع.

وأكدت ذات المسؤولة خلال الاحتفاء باليوم الوطني والأسبوع العالمي لمكافحة المقاومة للمضادات الميكروبية الذي يصادف الأسبوع ما قبل الأخير لشهر نوفمبر، أن وزارة الصحة بصدد إعداد النصوص القانونية المتعلقة بإنشاء اللجنة الوطنية المتعددة الاختصاصات حول الاستعمال السليم للمضادات الحيوية حيث يكون فيها الصيدلي الحلقة الرئيسية في كل مؤسسة استشفائية. وأعلنت بالمناسبة، أن استهلاك أو وصف المضادات الحيوية “سيعرف تنظيما جديدا” في إطار هذه اللجنة يتم من خلاله تحديد أنواع المضادات الحيوية التي لا يمكن للصيدلي أن يقدمها للمريض إلا عن طريق وصفة طبية، كما سيتم وضع حد للاستهلاك المفرط لهذه الأصناف من الأدوية. وقد حذر الأطباء من مختلف الاختصاصات الذين شاركوا في هذا اللقاء من الاستعمال “غير السليم والاستهلاك المفرط للمضادات الحيوية” مما ولد لدى العديد من المرضى مقاومة للميكروبات والبكتيريا وساعده على انتشارها بشكل واسع. ودعا المشاركون في توصياتهم خلال هذا اللقاء الذي دأبت الوزارة على تنظيمه سنويا، إلى وضع نظام مراقبة وطني لمتابعة وتنظيم استهلاك المضادات الحيوية إلى جانب إعداد دليل لذلك والمصادقة على المعطيات الخاصة بهذه الممارسة، كما حثوا من جانب آخر على نشر تقرير خاص باستهلاك هذا الصنف من الأدوية بمختلف المؤسسات الاستشفائية بغية تقديم بيانات وافية على المستوى الوطني تساعد السلطات العمومية على التنظيم فضلا عن تكوين الصيادلة ووضع التقنيات المعلوماتية لإعطاء لهذه البيانات مصداقية. وعرض رئيس مصلحة الطب الداخلي للمؤسسة الاستشفائية لبئر طرارية، البروفسور عمار طبايبية، من جهته تجربة المستشفى في التكفل بالمصابين بكوفيد-19 من خلال وصف ثمانية أصناف من المضادات الحيوية لهؤلاء أثبت من خلالها “استهلاكا مفرطا” لهذه الأدوية، حيث انتقل من 3300 وحدة خلال 2019 إلى 29000 وحدة خلال سنة 2020 ثم 31000 وحدة خلال سنة 2021، يضاف لها الاقتناء بدون وصفة من الصيدليات الخاصة. وأشار بالمناسبة، إلى أن استخدام هذه المضادات الحيوية بنفس المؤسسة قد انتقل من 4،18 بالمائة خلال الموجة الأولى لجائحة كوفيد-19 إلى 78 بالمائة خلال الموجة الثانية ليصل 100 بالمائة خلال الموجة الثالثة، محذرا من هذا “الاستعمال المفرط” الذي يسبب خطورة لصحة المريض أكثر من تقديم خدمة علاجية وهذا ما تم ملاحظته بالمستشفيات الوطنية من خلال المقاومة للبكتيريا. ونفس الملاحظة سجلها ذات الأخصائي لدى الأطباء العامين والأخصائيين من خلال التكوين الذي خضعوا له خلال تفشي فيروس كورونا، حيث أثبت هؤلاء وصف المضادات الحيوية بنسبة 100 بالمائة وهي أدوية اعتبارها -البروفسور طبايبية- أنها توجه لحالات خاصة، سيما الأشخاص المسنين والذين يخضعون إلى العناية المركزة.

سامي سعد