الدرس الأول: بيَّن النبيُّ – صلى الله عليه وسلم – حُرمة الدماء والأموال، ووضَّح لنا أن هذه الحُرمة تُساوي حُرمة اليوم والشهر والبلد، ومعلومٌ أن حُرمة البلد الحرام وهو مكة حُرمةٌ عظيمة، وحُرمة الشهر الحرام – وهو شهر ذي الحجَّة – حرمة عظيمة؛ فحُرمة الدِّماء والأموال حُرمة شديدة وعَظيمة، فيقول المصطفى عليه الصلاة والسلام: “أيها الناس، إن دماءكم وأموالكم عليكم حرام إلى أن تلقوا ربَّكم كحرمة يومكم هذا في شهركم هذا في بلدكم هذا”.
الدرس الثاني: وضَع النبي – صلى الله عليه وسلم – كلَّ شيء مِن أمر الجاهلية، فقال: “ألا وإنَّ كل شيء مِن أمر الجاهلية موضوعٌ تحت قدميَّ هاتَين”، فكل شيء مِن أمر الجاهليَّة باطلٌ، فالإسلام قد أبطَل أمور الجاهليَّة؛ فلا كِبر، ولا بطَر، ولا أشَر، ولا وأْد للبنات “دفنهنَّ أحياء”، ولا فضْل لقبيلةِ كذا على قبيلةِ كذا، ولا أبيض على أسود إلا بالتقوى والعمل الصالح.
الدرس الثالث: المُعامَلة الحسَنة مع النساء؛ يقول النبي – صلى الله عليه وسلم: “فاتَّقوا الله في النساء؛ فإنكم أخذتموهنَّ بأمانة الله، واستحللتُم فروجهنَّ بكلمة الله”، فأمرنا النبي – صلى الله عليه وسلم – بتقوى الله تعالى في النساء، وعلَّمنا أن نؤدي الحقوق التي علَينا قِبَل النساء، وبيَّن لنا – عليه الصلاة والسلام – أن أصل الفروج حرام بقوله: “واستحللتُم”، فالأصل أن الفروج حرام، ولا يحلُّ منها إلا ما أحله الله تعالى.
الدرس الرابع: الاعتصام بالقرآن والسنة: تركت فيكم ما إن تمسَّكتم به لن تضلوا أبدًا، كتاب الله وسنتي”، هذه وصية من أعظم الوصايا النبوية التي يجب على المجتمع المسلم أن يتمسك بها، فقد حث رسول الله صلى الله عليه وسلم المسلمين على التمسك بكتاب الله تعالى، والاهتداء بتعاليمه، وتنفيذ أحكامه، واتباع سنته، ففيهما الخير والهداية، فعلى الأمة أن تعرض كلَّ أمر صغير أو كبير عليهما، وأن تعرض كل خلاف على كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم. فقد بيَّن النبي – صلى الله عليه وسلم – أن اعتصامنا بالكتاب والسنَّة فيه النجاة مِن كل شرٍّ وسوء.