دعا رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون، الثلاثاء ،في كلمة بمناسبة افتتاح الطبعة الثانية للمؤتمر الإفريقي للمؤسسات الناشئة تلاها نيابة عنه الوزير الاول نذير العرباوي، رواد الأعمال وأصحاب المشاريع الأفارقة المشاركين في المؤتمر، إلى تنسيق جهودهم من أجل دمج مفاهيم المؤسسات الناشئة والابتكار، وريادة الأعمال في المنظومات الاقتصادية للبلدان الإفريقية
و أوضح رئيس الجمهورية، أن هذا يتم من خلال الاستغلال الأمثل للإمكانيات والقدرات الكامنة لدى الشباب الإفريقي ،الذي وصل إلى مستويات عليا في مجال التحكم في التدفق المعلوماتي والمعرفي ،الذي تتيحه التكنولوجيات الحديثة. كما نوه رئيس الجمهورية بأهمية تعزيز العمل الإفريقي المشترك في هذا المجال الهام لاسيما من خلال المبادرة بإنشاء ورشة مفتوحة للحوار والتشاور، تعنى برسم السياسات ومناهج العمل الهادفة إلى تثمين قدرات الشباب الإفريقي الابتكارية وإلى استقطاب الطاقات البشرية ذات الكفاءة العالية من المهجر عبر العمل على إدماجها ضمن المشاريع التنموية في البلدان الإفريقية مع مراعاة وحفظ المكانة المهنية والعلمية للأدمغة المهاجرة العائدة إلى بلدانها للمساهمة في جهود التنمية المحلية.
كما اكد رئيس الجمهورية، التزام الجزائر بوضع خبرتها في مجال المؤسسات الناشئة، في متناول الأشقاء الأفارقة من خلال فضاءات تبادل الخبرات، على غرار المؤتمر الإفريقي للمؤسسات الناشئة، الذي أضحى موعدا قاريا هاما في مجال تحفيز الابتكار وتطوير المؤسسات الناشئة وفي هذا الإطار أشاد رئيس الجمهورية بالنتائج الإيجابية الهامة التي أفضى إليها المؤتمر الإفريقي الأول للمؤسسات الناشئة المنعقد بالجزائر السنة الماضية، لاسيما فيما يتعلق بوضع خارطة الطريق القارية للمؤسسات الناشئة واعتماد إعلان الجزائر لتنمية المؤسسات الناشئة في إفريقيا ،اللذين حظيا بدعم المجلس التنفيذي للاتحاد الإفريقي في دورته ال42 المنعقدة في فيفري 2023
وأضاف رئيس الجمهورية ،بأن هذه المبادرة الجزائرية الهادفة تندرج في مساعي الاتحاد لتجسيد أجندته 2063 من أجل بناء إفريقيا متكاملة ومزدهرة، تعتمد على قواها الذاتية خاصة الشبابية منها لبعث ديناميكية شاملة تقوم على اقتصاد متطور وتعمل على تغيير نظرة الشركاء لإفريقيا ،باعتبارها مصدرا لخيرات مستباحة ولثروات منهوبة ،إلى شريك حريص على مصالحه في إطار توازن المصالح في العلاقات الاقتصادية الدولية ،في ظل نظام دولي منصف وعادل، وعبر الرئيس تبون في هذا السياق عن اعتزاز الجزائر من منطلق دورها التاريخي الرائد في الدفاع عن مصالح إفريقيا بالرصيد النضالي الإفريقي المشترك وإيمانها الراسخ بحتمية تحررها من إرث العقيدة الاستعمارية التي تتغذى إلى يومنا هذا من ريع النفوذ البائد.
كما أكد رئيس الجمهورية وفاء الجزائر لانتمائها الإفريقي وتمسكها بالتاريخ النضالي المجيد الذي تتقاسمه مع القارة الإفريقية منوها بضرورة اعتماد نظرة إفريقية جديدة ومدركة للمصالح القارية المشتركة للارتقاء بالقارة الإفريقية إلى مكانتها المستحقة في التوازنات الإقليمية والدولية الراهنة والمستقبلية في ظل عالم يشهد تطورات وتحولات متسارعة وبالغة التعقيد.
محمد د










