جدد رئيس المجموعة البرلمانية لحركة البناء الوطني، عبد القادر بريش، التزام الحركة بدعم مؤسسات الدولة وتحمل الأعباء الوطنية معها.
وقال في كلمة له بمناسبة مناقشة بيان السياسة العامة للحكومة، أن مكسب الاستقرار الذي تعيش الجزائر اليوم في ظلاله إنما جاء بفضل وعي الشعب الجزائري، وبفضل قدرات جيشنا الوطني الشعبي واحترافيته وجاهزية مختلف الأسلاك الأمنية لضمان أمن الأشخاص والممتلكات، قائلا: “الجزائر بفضل هذا المكسب في الاستقرار قد أصبحت اليوم مؤهلةً لنقل تجربتها في ضمان الاستقرار إلى كل دول العالم التي يعرف أغلبها حالة من الفوضى وعدم الاستقرار وبفضل تميز هذه التجربة حظيت الجزائر بإشادة من طرف كثير من الدول الكبرى، وخاصة تجربتنا في محاربة الإرهاب بمقاربات متنوعة أمنية وثقافية وتنموية وغيرها”. وفي الشق الديبلوماسي، أثنى عبد القادر بريش، على نجاحات الدبلوماسية الجزائرية في العديد من الملفات خلال السنة الماضية قائلا: “لا يمكن إنكارها، ولكن هناك فرصة أخرى ضاعت منا كان يمكن للحكومة القيام بها وخاصة ما تعلق بتفعيل أدوار الدبلوماسية الموازية سواء كانت برلمانية، شعبية أو ثقافية أو رياضية أو غيرها…لقد نجحت الجزائر في لفت الانتباه إلى أولويات “لمّ الشمل العربي” في هذه المرحلة، وذلك أثناء انعقاد القمة العربية في الفاتح من نوفمبر 2022 ونجحت الجزائر في إسناد الشعب الفلسطيني والعمل على لمّ شمل الفصائل الفلسطينية على أرض الجزائر برعاية مباشرة مشكورة من السيد رئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون، ونجحت الجزائر في الظفر بمقعد غير دائم بمجلس الأمن خلال الفترة 2024-2025، وكذلك العضوية بمجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة ونجحت الجزائر في إبرام اتفاقيات شراكة ذات بُعد استراتيجي قادها السيد رئيس الجمهورية في عدة محطات في زيارة الدولة التي قام بها إلى الخارجونجحت الجزائر في تعزيز مواقفها السيادية المعبرة على محوريته سواء على مستوى الفضاء المتوسطي أو الفضاء الإفريقي والعربي”. بالمقابل، أكد أن المجموعة البرلمانية لحركة البناء الوطني منسجمة كل الانسجام مع مواقف الحركة التي تنص دائما أنها لن تسمح لمواقف الحركة أن تعارض سياسة الدولة الجزائرية على صعيد سياسة الدفاع الوطني أو صعيد السياسة الخارجية، قائلا: “وذلك ليقيننا التام بأن الموجه الرئيس لهذه السياسات إنما هي مبادئ الثورة التحريرية المباركة القائمة على مناصرة الشعوب والقضايا العادلة، والقائمة أيضا على مبدأ احترام سيادة الدول، والحرص على تعزيز الأمن والسلام الدوليين… ولأجل هذا الاعتبار نحن نثمن كل الانجازات المحققة، ونجدد إلتزامنا بدعم مؤسسات الدولة وتحمل الأعباء الوطنية معها”. بالمقابل، قال أن تأمين المستقبل وتعزيز قدرات الدفاع الوطني، لا تقتصر فقط على دور رئيس الجمهورية أو دور الجيش الوطني الشعبي وحده، بل ذلك يتطلب وجود سند شعبي من خلال جبهة داخلية صلبة أمام كل أشكال الاختراقات، قائلا”بادرة التلاحم الوطني تدخل في صميم ما أشرتم إليه في الفصل الثالث من بيان السياسية العامة المخصص لتعزيز التنمية البشرية والسياسية الاجتماعية، فإن التلاحم والتماسك المجتمعي إنما يُبنَى على سياسة اجتماعية متينـــة تعزز ثقة المواطن في دولته التي يجدها حريصة على رفاهيته. وعليه، بات من الضروري الاهتمام بالاتصال المؤسساتي ومواجهة كل أشكال التشويه والتضليل التي تمارسها عدة أطراف داخلية وخارجية لتشويه الحقائق وتسويد الصورة كما يقع العبء على مختلف وسائل الاعلام العمومية والخاصة، خاصة في ظل الضمانات والمساحة الواسعة من الحرية التي يتيحها القانون العضوي للإعلام، تقع عليها مسؤولية تنوير الرأي العام بالحقائق ومواجهة مختلف أشكال الأخبار الزائفة وصناعة الرأي العام الإيجابي وغرس روح المواطنة لدى أفراد المجتمع ويعزز الثقة بين المجتمع ومؤسسات الدولة”. وفي الشق الاقتصادي قال: “أعتقد أننا تجاوزنا مرحلة الإنعاش الاقتصادي إلى مرحلة الإقلاع الاقتصادي وأعتقد أن الجزائر اليوم استجمعت كل المقومات لتحقيق الإقلاع والنهضة الاقتصادية المنشودة وعلينا أن لا نضيع الفرصة كما ضيعوها علينا في السابق”. وعليه تساءل عبد القادر بريش، عن مشروع الحكومة الإلكترونية وأين وصل إنجاز مركز البيانات الحكومية بالأخضرية؟ وما هي الجهة المسؤولة عن هذا المشروع؟ وما هي رؤية الحكومة لمسألة إنشاء مراكز البيانات الضخمة وتوطين قواعد البيانات الحيوية، قائلا: “وبالنظر إلى الموقع الاستراتيجي للجزائر، لماذا لا نستثمر في إنشاء قاعدة تكنولوجية لمراكز البيانات الضخمة وتكون قطبا لتوطين هذه التكنولوجيا في الجزائر نحو إفريقيا. وعليه، طالب بالتسريع في إنشاء الوكالات المتخصصة في العقار الاقتصادي أي الوكالة الخاصة بالعقار الصناعي، الوكالة الخاصة بالعقار السياحي، الوكالة الخاصة بالعقار الحضري، وبتطهير المحفظة الاستثمارية الموروثة عن النظام القانوني السابق إلى غاية تأسيس الوكالة الجزائرية لترقية الاستثمار. واقترح عبد القادر بريش، إقامة المناطق الصناعية المجهزة ووضعها تحت تصرف المستثمرين، وهذا ربحا للوقت (وهذه التجربة للمناطق الصناعية الجاهزة أثبتت فعاليتها في عدة دول.
أ.ر










