قال بلقاسم نويصر، رئيس قسم علم الاجتماع بجامعة محمد لمين دباغين، أن الرئاسيات القادمة هي مرحلة مفصلية.
وأكد نويصر، لإذاعة قسنطينة، أن الانتخابات هي فرصة مناسبة للمواطن من أجل التعبير عن رأيه، قائلا: “يختار بكل حرية المسؤول والقاضي الأول في البلاد، وهي العملية لتي تشكل أهمية بالغة للجزائريين كمواطنين وبالنسبة لبناء الصرح المؤسساتي للدولة الجزائرية، ومنه فإن الرئاسيات القادمة هي مرحلة مفصلية”. وأوضح المتحدث، بأن المجتمع المدني في الجزائر يتطور ودواره تزداد على الصعيد المجتمعي، قائلا: “بدايته كانت مع ميلاد التعددية السياسية في البلاد عقب الدستور فيفري 89 الذي أقرّ حرية إنشاء الجمعيات وبدأت الحركة الجمعية تتطور وتأخذ حيزا كبيرا على الصعيد الاجتماعي، والساحة الوطنية الآن تعرف زخما جمعويا وميلاد جمعيات كثيرة تمثل مختلف شرائح المجتمع لها مهام اجتماعية وتنموية، وهذه الجهود المدنية التي التزمت في صفة جمعيات مستفيدة من القانون، والآن بدأ دورها يزداد في المجتمع حتى يمكننا القول أن دورها مشهود خاصة بعد ميلاد المرصد الوطني للمجتمع المدني. وأضاف :”المرصد يضم الكثير من الجمعيات الوطنية والولائية والمحلية. وأصبح هناك تنظيم لم شمل الجهود التي كانت مبعثرة”. كما أكد ذات المتحدث، بأن الضامن لشفافية العملية الانتخابية هو القانون العضوي للانتخابات، قائلا: “القوانين الناظمة للانتخابات هي الضامن لحسن سيرها وشفافيتها والآن المجتمع المدني مطلوب منه أن يرافق العملية الانتخابية باعتباره عملية تجرى على الصعيد الاجتماعي وهناك ترسانة من القوانين المسطرة والأنظمة والضامنة لحسن سير العملية الانتخابية. على الصعيد الاجتماعي، قال بلقاسم نويصر، أنه وجب العمل على كيف نقنع الناخب المواطن بمدى جدوى العملية الانتخابية وأهميتها، موضحا “وهنا المجتمع المدني دوره مطلوب جدا، أولا دوره تثقيفي بالعمل في فضاء اجتماعي من أجل خلق ثقافة الانتخابات. الآن نعيش في وسط مجتمع المواطن فيه مازال متوجسا وحذرا بالنسبة لامكانية عدم وصول صوته … ومنه يناط بمناظلي المجتمع المدني النزول إلى الشارع للتوعية والتحسيس بأهمية الانتخابات فالكل مدرك بأهمية المجتمع المدني كمرافق للمواعيد الانتخابية والأحداث الكبرى. والكل يعترف والكل يدعو إلى للمشاركة الإيجابية، بما فيها السلطة الوطنية المستقلة، حيث دعا رئيسها أطياف المجتمع المدني إلى المشاركة في التحسيس للعملية الانتخابية”. وقال أيضا، أنه يجب تنبيه الشباب عن طريق مممثليهم في المجتمع المدني. على اعتبار أن الكثير من أفراد المجتمع المدني شباب وهم الشباب المعروفين بالحيوية والنشاط واندماجه في الو سط الاجتماعي، مشيرا إلى أن الدعوة الآن إلى الالتفاف حول العملية الانتخابية، من خلال العمل على حث الشباب واقبالهم بكثافة على تسجيل أنفسهم ضمن القوائم الانتخابية أولا. وفي هذا السياق، أكد على أهمية استغلال فرصة المراجعة الاستثنائية لللقوائم الانتخابية لحث الشباب والإقبال بكثافة على مكاتب الانتخابات على مستوى البلديات من أجل تسجيل أنفسهم في القوائم الانتخابية وتمكينهم من بطاقة الناخب. وختم بلقاسم نويصر، حديثه بالقول: “ما أحوجنا إلى تقوية اللحمة والنسيج الاجتماعي حتى يكون أكثر متانة … تقوية الجبهة الداخلية الآن واجبة لتشكيل حائط صد لكل المؤامرات التي تحاك ضد الجزائر وما أكثرها”.
أ.ر