رئيس مصلحة حماية الثروتين النباتية والحيوانية بمحافظة الغابات: خمس غابات ترفيهية جديدة ستفتح أبوابها للقسنطينيين

elmaouid

يستقطب “الذهب الأخضر” الذي يعد عنصرا لا غنى عنه في المجال الاقتصادي اهتمام المختصين في الغابات بقسنطينة المنخرطين في مسعى تثمين هذا المنجم الطبيعي من خلال تسليط الضوء على مفهوم

السياحة الخضراء.

وتحتل السياحة البيئية التي تعتبر سيدة الاقتصاد الأخضر في الوقت الراهن مكانة هامة في مخطط عمل محافظة الغابات بقسنطينة التي تبنت مبدأ إنشاء غابات ترفيهية جديدة مخصصة لنشاطات الترفيه في الوسط الطبيعي.

وأكد خير الدين سايغي رئيس مصلحة حماية الثروتين النباتية والحيوانية بمحافظة الغابات بقسنطينة، بأن الثروة الغابية بعاصمة الشرق الجزائري ستتوفر قريبا على خمس غابات ترفيهية، موضحا بأن ملفات هذه الغابات هي حاليا “قيد المصادقة” على مستوى المديرية العامة للغابات من أجل إنشاء فضاءات ترفيهية بغابات البعراوية (الخروب) والمنتزه (عين سمارة) وحاج بابا (الكلم السابع) وبكيرة (حامة بوزيان) وعين بورناز (عين عبيد).

وستأتي هذه الفضاءات الترفيهية الجديدة و”المتناغمة” مع الطبيعة للالتحاق بغابة المريج الترفيهية (الخروب) التي تم إنشاؤها في 2012 على مساحة 30 هكتارا، والتي تستقبل في نهاية كل أسبوع عديد العائلات التي تبحث عن الهواء النقي والهروب من ضوضاء المدينة.

وبعد أن اعتبر عبد المجيد سبيح رئيس جمعية حماية الطبيعة والبيئة أن الغابة الترفيهية تلعب “دورا جد هام” في تنمية السياحة البيئية، أضاف بأنها تسمح على وجه الخصوص بـ “اكتشاف التنوع البيولوجي والسعي لحمايته”.

 

إطار منظم ومؤمّن ومميز

ويتعين أن يتم إدخال السياحة البيئية المندرجة ضمن خارطة طريق مصالح المديرية العامة للغابات التي تم إعدادها في 2016 والمتعلقة بآفاق ترقية وتنمية الاقتصاد الغابي ضمن “إطار منظم ومؤمن ومميز” حتى يتمكن الزوار من الدخول إلى المناطق الغابية التي تكتنز أصنافا نباتية نادرة. وكانت غابة جبل الوحش التي تعتبر “رئة قسنطينة” المتربعة على مساحة 4500 هكتار تحصي خلال سنوات الثمانينيات “أكثر من 3 آلاف نبتة طبية”، في حين تراجع في الوقت الراهن هذا العدد بشكل كبير ليصل إلى حوالي 1500، حسب ما علم من هذه الجمعية.

واستنادا لذات المصدر، فإن بعض الأصناف النباتية “اختفت كليا” بسبب الحرائق والأمراض والأضرار التي عادة ما يكون سببها المواطنون وبعض الأفراد الذين يقطفونها لأغراض تجارية إضافة إلى التغيرات المناخية.

وستحتضن غابة جبل الوحش التي تحظى باهتمام خاص من طرف مصالح الولاية التي تعد على وجه الخصوص بـ “ضمان تأمين أكبر للمكان” مشروعا لإنشاء حديقة نباتية، حيث سيتم غرس عديد الأصناف النباتية، حسب ما تم إيضاحه.

 

النهضة المرجوة لحديقة التسلية

وشرعت العائلات القسنطينية التي لديها ارتباط بالغابة في “التوافد مجددا على المكان” من أجل ممارسة الرياضة والتمتع بالطبيعة، في انتظار الشروع في استغلال حديقة التسلية بجبل الوحش المغلقة منذ بداية سنوات التسعينيات والذي سيتم إسناده -حسب مصالح الولاية- بصيغة الامتياز لمدة 33 سنة.

وتدل هذه النهضة المنتظرة لهذه الحظيرة على رغبة السلطات في تشجيع حاملي المشاريع على الاستثمار في شعب المنتجات الغابية المولدة لمناصب الشغل والثروات على غرار قطاع تربية النحل، منهم 500 مستفيد من قطع أرضية غابية مكنت من إنتاج 7 قناطير من العسل في 2016، حسب ذات المصالح.

وفي واقع الأمر تزخر غابة جبل الوحش بثروة نباتية معتبرة مثل أشجار الفستق والصنوبر والأرز والفلين تتطلب، حسب ما أردفه رئيس جمعية حماية الطبيعة والبيئة، “إحصاء شاملا واستغلالا عقلانيا” في ظل احترام الغابة والطبيعة لأن “الاستغلال السيء للمنتجات الغابية يمكنه أن يؤدي إلى خلل في النظام البيئي”.

وينجم مثل هذا الخلل على وجه الخصوص عن نهب هذه الثروات من طرف أفراد يفرطون -حسب أحد حرس الغابات- في اختلاس كميات كبيرة من الصنوبر في جنح الظلام، من أجل بيعها في السوق المحلية أو تحويلها بطريقة “غير قانونية” نحو الدول المجاورة من أجل بيعها.

وكشف بأن هؤلاء الأشخاص يقومون بجمع الصنوبر في ظل التجاهل التام لفترة نضجه، وهو ما يمكنه أن يتسبب في إحداث أضرار لا يمكن إصلاحها للشجرة على اعتبار أن التغيرات المناخية -حسب ما أردفه ذات المصدر- لا تشجع على غرس بعض الأصناف من الأشجار التي تتطلب ظروفا مناخية خاصة.

وفي سنة 2016 سجلت مصالح محافظة الغابات 106 عمليات قطع غير شرعية للأشجار، أسفرت عن تحرير محضرين مع متابعات قضائية، وهي العمليات التي استهدفت عدة أصناف مثل السرو والصنوبر الحلبي، حسب ما علم من محافظة الغابات.

كما حررت ذات المصالح محضرين بسبب الشغل غير الشرعي لهكتارين تابعين لأملاك قطاع الغابات، ومحضرين آخرين بسبب رعي 100 رأس من الأغنام، ومحضرين بسبب الحرث غير الشرعي على مساحة 1 هكتار من الأراضي الغابية ووضع سياج على مساحة 1 هكتار من الأراضي الغابية.

وأضاف أحد حراس الغابات في هذا الصدد بأن المخالفات المرتكبة أسفرت عن غرامات “تافهة” لم تتجاوز 2000 دج، حيث طرح المشكل المتعلق بـ “الظروف الصعبة” التي يمارسون فيها مهنتهم، علاوة على غياب الإمكانيات التي من شأنها “المساعدة على مواجهة المهربين لجميع أنواع الثروة الغابية”.

وفي هذا الصدد، تطمح المديرية العامة للغابات من خلال مخطط عملها لتنمية الاقتصاد الغابي لتعزيز طاقات إطارات إدارة الغابات، وتسخير جزء من عائدات الغابات من أجل الحفاظ عليها، حسب ما تمت الإشارة إليه.

 

برنامج لغرس 300 شجيرة تزيينية بقسنطينة

من جهة أخرى، تم إطلاق برنامج لغرس 300 شجيرة تزيينية بولاية قسنطينة بمبادرة لجمعية حماية الطبيعة والبيئة.

وتندرج عملية الغرس التي اختتمت، السبت، في إطار النشاطات التي تميز إحياء يوم العلم، وتم تنظيم هذه المبادرة بالتعاون مع المندوبية البلدية القماص ومديرية التربية ولجنة الشؤون التربوية والرياضية والثقافية للمجلس الشعبي البلدي ولجان الأحياء، حسب ما أردفه ذات المتحدث.

وتم تخصيص 200 شجيرة من أصل العدد الإجمالي لحيي سيساوي (الجزء العلوي) و800 مسكن بالقطاع الحضري القماص، في حين سيتم غرس 100 شجيرة أخرى داخل المدرستين الابتدائيتين خنفري ومناعي الواقعتين بحي المنى، حسب ذات المسؤول.

كما تم تنظيم عمليات تحسيسية حول ضرورة الحفاظ على البيئة تستهدف ترقية الثقافة البيئية في الوسط الحضري وتفعيل التربية البيئية في الوسط المدرسي وتشجيع حس المبادرة، من خلال توزيع 400 مطوية تقدم معلومات حول هذا الموضوع لفائدة عديد التلاميذ والمواطنين، حسب ما أردفه ذات المصدر.

كما يتضمن البرنامج الخاص بإحياء يوم العلم الذي سيختتم بعملية تنظيف للمؤسستين التعليميتين المذكورتين آنفا والمواقع الحضرية بمشاركة التلاميذ والسكان، تنظيم مسابقة للرسم حول موضوع البيئة موجهة للأطفال، حسب ما تمت الإشارة إليه.

وتم غرس ما لا يقل عن 3635 شجيرة خلال سنة 2016 عبر مختلف الأحياء والمؤسسات التعليمية للأطوار الثلاثة بالولاية، بمبادرة لجمعية حماية الطبيعة والبيئة، حسب ما ذكره المنظمون.