الجزائر- دعت الرابطة الجزائرية للدفاع عن حقوق الإنسان، السياسيين إلى نبذ لغة التشكيك بالآخر ووطنيته ورفض لهجات التخوين واتهامات العمالة وكل أشكال التحقير ، فيما انتقدت تصريحات بعض الحقوقيين الذين
يحصرون مشكل الجزائر في ” المذهبي العرقي”.
ودعت الرابطة في بيان لها أعقب اجتماع مكتبها الوطني، الحقوقيين إلى تجنب التصنيفات على أساس عرقي أو مذهبي، مضيفة أنه لا يمكن بناء دولة مدنية حديثة حقيقية في ظل ترويج بعض الحقوقيين ما يجري في الجزائر على أنه مشكل مذهبي عرقي، وهو ما اعتبرته “توصيفا خاطئا في محاولة لضرب وحدتنا الوطنية مما سيزيد من إذكاء الفتنة”.
ودعت الرابطة السياسيين إلى ضرورة نبذ لغة التشكيك بالآخر ووطنيته ورفض لهجات التخوين واتهامات العمالة وكل أشكال التحقير . كما دعت المجتمع المدني إلى نشر ثقافة التعايش المشترك وتجسيد قيم المواطنة.
كما دعت أيضا إلى وقف التحريض الطائفي والمذهبي عبر وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي، والترفع عن تبادل الاتهامات وتحميل المسؤوليات.
هذا وخصص اجتماع الرابطة للتعريف باليوم العالمي للعيش معا بسلام، الذي قالت إنه سيكون فرصة لجميع أطياف المجتمع الجزائري من أجل التعبير عن الرغبة في العيش والعمل معا موحدين في ظل الاختلاف والتنوع، وأهمية ماسة لنشر ثقافة التسامح بين أبناء الوطن الواحد ونبذ العنف والشقاق وكل أشكال الخلافات وتشجيع لغة التسامح والمحبة بين الجزائريين والتكاتف الاجتماعي التي تعتبر جزءا مهما وأساسيا في القيم الوطنية الاجتماعية.
وفي هذا الشأن، أكد المكتب الوطني للرابطة الجزائرية للدفاع عن حقوق الإنسان بأن التحديات الكثيرة المتسارعة والمتزايدة التي تمر بها منطقتا الشرق الأوسط والساحل الإفريقي، تستوجب أعلى درجات الانتباه والمسؤولية للجزائريين، في مقاربة القضايا المطروحة والحاجة لمساهمة كل القوى في تحصين وصيانة العلاقات الداخلية وتنقيتها بهدف حماية الجزائر واستقرارها والحفاظ على وحدة الموقف في مواجهة الأخطار، لاسيما في ظل التصعيد المتمادي من طرف المغرب، زد على ذلك الخطاب الطائفي والمذهبي في الشرق الأوسط، “مما يتطلب منا جميعا ضرورة ترسيخ ثقافة التسامح، وتغليب المصلحة العليا للوطن على المصالح الحزبية والشخصية الضيقة، والتوافق على كل ما يمكن أن يسهم في بناء ونهضة الوطن”.
وفي هذا الإطار ، دعا المكتب الوطني للرابطة الجزائرية للدفاع عن حقوق الإنسان، الراي العام الوطني إلى أن يعي بأن الأمم والشعوب العظيمة هي التي تدرك جيدا أن قوتها في وحدتها واتحادها وانصهار جميع أبنائها، مما يتطلب منا وحدة الصف والكلمة وتضافر الجهود للحفاظ على أمن واستقرار الجزائر ، وتجاوز أي انقسامات أو خلافات تضر بالوحدة الوطنية، وتحكيم العقل والمنطق، ودفن الماضي بكل ما فيه من مآس وآلام، وحل قضايانا وأزماتنا وتضميد جروحنا، لمواجهة الصعاب والتحديات والمتغيرات المتسارعة في العالم .