دعا وزير الأشغال العمومية والمنشآت القاعدية، لخضر رخروخ، الشركات المكلفة بإنجاز مشروع الطريق الرابط بين تندوف الجزائر والزويرات موريتانيا، إلى تعزيز الورشات بالإمكانيات والوسائل المادية والبشرية اللازمة لضمان تسليم المشروع في الآجال المحددة، مع الالتزام الصارم بمعايير النوعية والجودة المطلوبة.
وجاءت هذه التوجيهات خلال ترؤس الوزير، الخميس، في نواكشوط، أشغال الدورة الثانية للجنة المشتركة الجزائرية-الموريتانية لمتابعة مشروع الطريق، بحضور وزير التجهيز والنقل الموريتاني، أعل ولد الفيرك.
مشروع مدمج لتعزيز التعاون الإقليمي

حيث أكد رخروخ، أن المشروع يمثل محورا استراتيجيا للتنمية الإقليمية، إذ سيساهم في تعزيز التعاون الثنائي بين الجزائر وموريتانيا على عدة أصعدة، بما في ذلك الصحة، التجارة، التكوين المهني والإعلام. وأشار إلى أن البلدين يدرسان إطلاق عدة مشاريع مصاحبة، من بينها إنجاز عيادة متعددة الخدمات لأمراض الرئة في مدينة الزويرات، تشييد مركز للتكوين المهني في بلدة كيفة، إنشاء دار الصحافة في نواكشوط و إقامة مركز لعرض وتسويق المنتجات الجزائرية بالعاصمة الموريتانية.
المعابر الحدودية ومنطقة التبادل الحر ديناميكية اقتصادية جديدة
كما أوضح الوزير، أن تدشين المعبرين الحدوديين وإنشاء منطقة التبادل الحر المرتبطة بالطريق الجديد ليس مجرد إنجاز مادي، بل هو أحد ركائز التعاون المستقبلي بين الجزائر وموريتانيا. وأكد أن هذه المشاريع تأتي ضمن الرؤية الاستشرافية لقائدي البلدين لتعزيز الحركية الاقتصادية والتجارية، عبر تسهيل حركة الأشخاص والبضائع بين البلدين، تعزيز الروابط التجارية وجذب الاستثمار لدفع عجلة التنمية الاقتصادية وتنفيذ المشروع وفق خارطة طريق دقيقة. كما يذكر، أن الدورة الثانية للجنة المشتركة تأتي تنفيذًا لمخرجات دورتها الأولى، المنعقدة في الجزائر بين 11 و16 ديسمبر 2022، حيث تم خلالها وضع خارطة طريق تشمل مراحل الدراسات والإنجاز. وقد انطلقت الدراسات الفنية بعد استكمال الإجراءات الإدارية والجمركية، والحصول على مختلف التراخيص من الطرفين، لتنفيذ الطريق الممتد على طول 840 كيلومترا.
نحو تحقيق رؤية متكاملة للتكامل الاقتصادي

ويعد مشروع طريق تندوف-الزويرات, أحد أهم المشاريع الاستراتيجية التي تعكس التوجه المشترك لتعزيز التكامل الاقتصادي بين الجزائر وموريتانيا. ومع مضي الأشغال بوتيرة متسارعة، تسعى الحكومتان إلى تحقيق رؤية شاملة تجعل من هذا الطريق جسرا حيويا للتعاون والتبادل التجاري والتنمية في المنطقة.
إيمان عبروس