رئيس الجمهورية يؤكد في رسالة للشعب بمناسبة اليوم الوطني للذاكرة

جرائم 8 ماي 1945 بشعة لا يمكن أن يطويها النسيان.. الوفاء للوطن يتجلى في رص الصفوف لمعالجة أوضاعنا الاقتصادية والاجتماعية

جرائم 8 ماي 1945 بشعة لا يمكن أن يطويها النسيان.. الوفاء للوطن يتجلى في رص الصفوف لمعالجة أوضاعنا الاقتصادية والاجتماعية

وجه رئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون، السبت، رسالة إلى الشعب الجزائري بمناسبة اليوم الوطني للذاكرة المخلد لمجاز 8 ماي 1945، مؤكدا فيها أن الفظائع التي عَرَفتها سطيف، قالـمة وخراطة وغيرها من الـمدن في الثامن من ماي، سَتبقى تَشْهَد على مجازر بشعة، لا  يمكن  أَنْ يَطْوِيَهَا النّسيانُ بل ستظل محفورة بِمآسيها المروعة في الذاكرة الوطنية، مبرزا أن  أصدق تعبير عن الوفاء للوطن يتجلى في رص الصفوف لمعالجة أوضاعنا الاقتصادية والاجتماعية بالفعالية والسرعة المطلوبتين.

وقال رئيس الجمهورية في رسالته، أنه من أيامنا الشاهدة على عظمة كفاح الأمة، اليوم الوطني للذاكرة المخلد لمجازر الثامن من ماي 1945 الذي تعود ذكراه السابعة والسبعون (77) لتكون كما في كل عام مناسبة جليلة لمهابة معانيها وعمق دلالاتها في مسيرة نضال الشعب الجزائري وتاريخ الحركة الوطنية. إن تاريخنا المجيد مناط فخرنا ومصدر عزتنا وملهم الأجيال على مر العصور يزداد إشعاعا ورسوخا في الوجدان كلما اشتد حقد الذين لم يتخلصوا من تطرفهم وارتباطهم المزمن بالعقيدة الاستعمارية البالية البائسة والذين لم تعلمهم خيباتهم الكف عن محاولات حجب حقائق التاريخ بالتضليل أو الدفع إلى النسيان. وأكد الرئيس تبون، إن الفظائع التي عرفتها سطيف، قالمة وخراطة وغيرها من المدن في الثامن من ماي 1945، ستبقى تشهد على مجازر بشعة لا يمكن أن يطويها النسيان بل ستظل محفورة بمآسيها المروعة في الذاكرة الوطنية وفي المرجعية التاريخية التي أسس لها نضال شعبنا الأبيّ ضد ظلم الاستعمار وتوقا للحرية والكرامة عبر المقاومات الشعبية وتوجها بثورة التحرير المباركة في الأول من نوفمبر 1954 ولذلك -يضيف رئيس الجمهورية- فإن حرصنا على ملف التاريخ والذاكرة ينبع من تلك الصفحات المجيدة ومن تقدير الدولة لمسؤوليتها تجاه رصيدها التاريخي باعتباره أحد المقومات التي صهرت الهوية الوطنية الجزائرية ومرتكزا جوهريا لبناء الحاضر واستشراف المستقبل على أسس ومبادئ رسالة نوفمبر الخالدة وهو حرص ينأى عن كل مزايدة أو مساومة لصون ذاكرتنا ويسعى في نفس الوقت إلى التعاطي مع ملف الذاكرة والتاريخ بنزاهة وموضوعية في مسار بناء الثقة وإرساء علاقات تعاون دائم ومثمر يضمن مصالح البلدين في إطار الاحترام المتبادل. وأبرز رئيس الجمهورية، أنه في هذه الذكرى المهيبة وفي الوقت الذي نستحضر تضحيات الشعب في تلك المرحلة الفاصلة من تاريخ الأمة، فإن أصدق تعبير عن الوفاء للوطن في ظروف تطبعها تحديات عديدة يتجلى في رص الصفوف لمعالجة أوضاعنا الاقتصادية والاجتماعية بالفعالية والسرعة المطلوبتين وللتفاعل مع العالم الخارجي وما تفرزه التوترات والتقلبات المتلاحقة بجبهة داخلية متلاحمة تعزز موقع ومكانة الجزائر في سياق التوازنات المستجدة في العالم وتحبط نوايا الاستفزاز والمغالطات العدائية التي لن تثني الجزائر عن الخيارات الكبرى والتوجهات الاستراتيجية سواء تعلق الأمر بالمسارات التي اعتمدتها لتحقيق وتيرة متصاعدة في مجال التنمية المستدامة من خلال تسخير قدراتنا الذاتية ومحاربة الاستنزاف المشبوه لموارد الأمة أو تعلق الأمر بالرؤية التي نتبناها في سياستنا الخارجية للدفاع عن مصالحنا واسترجاع ما تستحقه الجزائر من القوة والهيبة المستمدتين من تاريخها العريق المجيد ومن وحدة شعبها ومن مقدراتها ومواردها ومن إرادتها في توطيد علاقات متوازنة مع شركائها في المنطقة وفي العالم وهي الرؤية التي تدعو إلى إعلاء صوت الحق وإلى الوقوف إلى جانب القضايا العادلة وتجعل من بلادنا عامل توازن واستقرار في المنطقة.

محمد.د