يعتبر الكثير من الشباب، العطلة الصيفية فرصة للتكوين ورفع مستوى تأهيلهم العلمي والمعرفي، خاصة وأنهم لا يجدون الوقت الكافي خلال السنة الدراسية للقيام بذلك.
يتوجه الكثير من الشباب سواء للعمل للراغبين في جمع المال وادخاره لنفقاتهم الخاصة، فيما يتجه البعض الآخر للتكوين لأنهم يرون أن فصل الصيف يناسبهم من حيث الوقت، إلا أنهم غالبا ما يتفاجأون بمحدودية العروض المقدمة من قبل المدارس الخاصة، فيصطدمون باختزال هذه المدارس لنشاطها في تقديم بعض المعلومات حول التكوينات المتاحة أو اقتراح تسجيلهم للدخول الاجتماعي المقبل، خاصة وأن العاملين في هذه المدارس كغيرهم من المواطنين يفضلون الاستمتاع بالعطلة خلال شهر أوت، لذا تقوم أغلب مدارس التكوين بتعليق كل نشاطاتها خلال العطلة الصيفية وخاصة في شهر أوت.
البحث عن التكوين والحاجة إلى الراحة
وارتأت بعض المدارس العمل بنظام المناوبة لتظل أبوابها مفتوحة خلال العطلة، لكن نشاطها يقتصر على تقديم معلومات حول التكوينات المقدمة من طرف المدرسة، كالتخصصات المقدمة وكل ما تعلق بها كالمدة والتكلفة، أي تجعل عملها محصورا في تقديم جملة من التوجيهات والإرشادات، وفي هذا الخصوص صرحت لنا الآنسة “خولة” عاملة بمدرسة خاصة للتكوينات في مدينة الرويبة، حيث قالت: “نستقبل في عملنا، كل فترة صيف الشباب الجامعي وحتى العاملين للسؤال حول إمكانية الحصول على تكوينات مكثفة خلال العطلة الصيفية، من أجل الحصول على مؤهلات ترفع مستواهم، أو تفتح لهم آفاقا جديدة للترقية بمناصب عملهم والتميز، وبمجرد أن نخبرهم أن المدرسة تستأنف نشاطها مع الدخول الاجتماعي المقبل يصابون بخيبة الأمل لأن العطلة بالنسبة لهم هي الفرصة الوحيدة المتاحة لهم للتكوين”، وعن سؤالنا حول التخصصات التي يتطلع إليها الراغبون في تكوينات خلال العطلة، قالت خولة إن اللغات الأجنبية تحتل الصدارة، إضافة إلى تعلم فنيات الاتصال والتواصل في مجال الإعلام والتحكم في المعلوماتية والتجارة.
وأضافت خولة أنه رغم أن بعض المشرفين على المدارس التكوينية حاولوا تغيير نظام العمل إلا أنه قوبل بالرفض من قبل العاملين، بحكم أنهم يفضلون شهر أوت للاستمتاع بعطلهم.
من جهتها، ترى سلوى عاملة بمدرسة تعلم فنون الطبخ بالعاصمة، أنه وإلى وقت قريب كانت العطلة بالنسبة للبعض فرصة للتعلم “وهو ما كانت تشهده مدرستنا من إقبال رغبة في تعلم بعض فنون الطبخ التقليدي أو العصري شرقي أو غربي، غير أنه في السنوات الأخيرة بات الكل يرغب في الاستمتاع بعطلته وتحديدا في شهر أوت الذي تحيل فيه أغلب المؤسسات موظفيها على عطلة سنوية، بينما تظل أخرى تقدم الحد الأدنى من الخدمة، من أجل هذا قررت إدارة المدرسة أن تبقي أبوابها مفتوحة فقط من أجل تقديم بعض المعلومات حول التكوينات المتاحة لأن الطلب على التكوين قليل ولا يرقى لتكوين فوج، كما أن الأغلبية لا تلتزم بالحضور في التوقيت المناسب، لهذا لا مجال مطلقا لتقديم تكوينات في شهر أوت، رغم أنها تعتبر الفرصة الوحيدة بالنسبة للكثيرين”.
مدارس تمتثل لرغبة الشباب
رغم أن غالبية المدارس تفضل الراحة في شهر أوت، فإن هناك بعض المدارس على قلتها تجعله بمثابة الاستثناء، حيث تسطر برنامجا مكثفا، نزولا عند الطلب الكبير على التعلم،
وتعتبر مدارس تعلم اللغات من أكثر المدارس التي تقوم بالاستثناء على اعتبار أن هذا المجال من أكثر المجالات التي أضحى الشباب يتطلع إليها، إضافة إلى دورات تعلم فنيات الإعلام الآلي، والذي قال بخصوصه السيد هشام: “نحاول على مدار السنة ربط العديد من العلاقات مع أساتذة يبدون رغبتهم في الإشراف على تقديم دروس خلال العطلة الصيفية وطبعا يكون أجرهم مضاعفا، لأن أغلب الذين نتعاقد معهم يعملون طيلة السنة، وبحكم أن العطلة لا تعني لهم شيئا لتقدمهم في السن أو لملء وقت الفراغ، يقبلون العمل في هذا الشهر بالذات وبهذه الطريقة تمكّنا من تلبية رغبة الباحثين عن التعلم والتكوين”.
لمياء بن دعاس