الجزائر- تواصل فرنسا حملتها الاستفزازية ضد الجزائر خاصة عشية مواعيد تاريخية مرتبطة بماضيها الاستعماري في الجزائر، حيث صنفت، الثلاثاء، في آخر تقاريرها الجزائر كبلد غير أمن ولا ينصح بزيارته من قبل الرعايا
الفرنسيين، عكس ما جاء في تقارير الخارجية البريطانية وقبلها الأمريكية. وتكيل فرنسا هذه الاتهامات في وقت تتحصل فيه على العديد من الامتيازات الاقتصادية بالجزائر .
أسبوعا بعد حلول الجزائر في الصف الرابع عربيا والستين عالميا من حيث الرفاهية، ورغم نجاح الجزائر في تحقيق أكثر من إحراز وعلى أصعدة متعددة، خاصة على الصعيد الأمني باعتراف كبرى القوى الدولية لريادة الاستراتجية الجزائرية في مكافحة الإرهاب ليس على الصعيد الداخلي بل الاقليمي والدولي، أطلّت الخارجية الفرنسية بتقرير متحيّز حافظ فيه أحفاد الكولونيالية على نظرتهم القديمة تجاه مستعمراتها القديمة، حيث جرى وضع الجزائر في قائمة الدول التي لا يُنصح للفرنسيين بزيارتها بسبب ما أسمته انعدام الأمن والأخطر، أنّه جرى تصنيف الجزائر ضمن بؤر التوتر ليبيا، العراق وسوريا، رغم أنّ الوضع في الجزائر أحسن وبكثير من الدول الثلاث المذكورة، ورغم أنّ عدد الاعتداءات الإرهابية في فرنسا يتجاوز بفارق واسع، الجزائر.
واللافت أنّ الفرنسيين كرّسوا توصيفهم الغريب للجزائر كـبلد خطير، وأبقت باريس على قسم كبير من مناطق الجزائر في الخانة الحمراء التي لا ينصح بزيارتها مطلقا، فيما اكتفت بوضع مؤشر برتقالي على أجزاء أخرى من الجزائر لا يُنصح بزيارتها، إلاّ للضرورة، وهو ما يطرح استفهامات كبيرة عن مدى جدية هذا التصنيف الفرنسي.
والمثير أنّ فرنسا ارتضت وضع المغرب في خانة خضراء وتقديمه على أنّه البلد الأكثر أمنا، كما استفادت تونس من لون أصفر أي بلد ينصح بزيارته مع توخي الحذر، رغم أنّ البلد الجار لا يزال في أزمة، ويوجد تحت تهديدات إرهابية كبيرة ويبرز واضحا قصور الخرجة الفرنسية واتكائها على مبررات غير موضوعية ولا منطقية، ويبدو أنّ باريس معقّدة من رؤية الجزائر الآمنة تقطع خطوات جبّارة نحو مستقبل مميّز.