رغم تأكيدات المنتجين بتوفير كميات كافية منها… من وراء ندرة حليب الأكياس في العاصمة وبومرداس ووهران؟

elmaouid

شهدت معظم بلديات العاصمة في اليومين الأولين من شهر رمضان، ندرة في حليب الأكياس بالعديد من المحلات ونقاط البيع، خاصة بالبلديات المنعزلة عن العاصمة التي تستفيد من حصص جد محدودة، وقد وجدت

العديد من العائلات العاصمية صعوبة في الحصول على حليب الأكياس بمختلف بلديات الولاية، في ظل نفاد الكميات المعروضة بنقاط البيع، بسبب التهافت الكبير للمواطنين بالمحلات ونقاط البيع على هذه المادة الضرورية في وجبات الإفطار، حيث يقوم المئات منهم بشراء كميات مضاعفة خوفا من نفادها بالأسواق، ما زاد من مشكل ندرتها في المحلات التجارية، حيث يضطر المواطن للتسابق في الساعات الأولى من الصباح لاقتنائه في مشاهد أعادت إلى الأذهان الأزمات الماضية، خاصة وأن بعض الدخلاء والطفيليين استغلوا الأزمة عن طريق بيعه على الأرصفة بطريقة غير شرعية بعدما رفعوا الأسعار إلى 35 دج للكيس الواحد.

من جانب آخر، تحولت أيام السكان إلى هاجس يؤرق المسؤولين خاصة أمام الطوابير الطويلة للمواطنين أمام وحدات التوزيع ومحلات المواد الغذائية دون الظفر بكيس حليب، الأمر الذي دفع المواطنين إلى التوجه للملبنات الخاصة التي تتزود بالحليب الطازج ومشتقاته من المزارع الخاصة والموزعة على مستوى المناطق الفلاحية، ويضاف لها التهاب الأسعار، حيث وصل اللتر الواحد من الحليب إلى 50 دينارا، وقد تسببت ندرة حليب الأكياس بمختلف نقاط البيع في حرمان العديد من العائلات وأطفالها من هذه المادة الضرورية، دون أن تقدم الجهات المسؤولة أي مبررات مقنعة للمستهلكين، وقد ساهم ذلك في تزايد التجارة الفوضوية خاصة، أمام تسويق كميات من حليب الزبادي الرائب وأكياس من اللبن مقابل تزويدهم بكمية محدودة من الحليب.

 

ندرة حادة في حليب الأكياس بولاية بومرداس

من جهتها، عرفت مختلف بلديات ولاية بومرداس منذ بداية شهر رمضان الجاري أزمة حادة في التزود بحليب الأكياس، الأمر الذي استاء له المواطنون وأدى بهم إلى النهوض باكرا والتوجه إلى مختلف المحلات التجارية من أجل الظفر حتى وإن كان كيس واحد، غير أنهم لا يظفرون به بسبب الندرة الحادة له.

“الموعد اليومي” تنقلت إلى مختلف المحلات التجارية المنتشرة بولاية بومرداس على غرار تلك المتواجدة بكاب جنات وزموري، فلاحظت الندرة الحادة لحليب الأكياس، وهو ما أكده أحد التجار، مضيفا أنه منذ بداية شهر رمضان عرفت مادة الحليب ندرة أين يتم جلبها بكميات لا بأس بها، غير أنه يتم نفادها في الساعات الأولى من الصباح بسبب ارتفاع الطلب عليها من قبل المستهلكين نظرا لأهميتها في هذا الشهر العظيم سواء للاستهلاك أو تحضير طبق “فلان” باعتبار أن العائلات البومرداسية معتادة على تحضير هذا الطبق في شهر رمضان.

وقد أبدى في هذا الغرض العديد من المواطنين تذمرهم الشديد من الوضع، مناشدين مصالح التجارة التدخل لوضع حد للمضاربة والاحتكار التي يتفنن في القيام بها التجار..

في حين أكدت مصادر مسؤولة في هذا الغرض أن ولاية بومرداس تتزود بحليب الأكياس بكميات تم الإبقاء عليها كما كانت قبل شهر رمضان، في انتظار الرفع منها خلال الأيام المقبلة بسبب الطلب المرتفع عليها خلال هذا الشهر العظيم، حيث تتزود ولاية بومرداس بنسبة 75 بالمائة من احتياجاتها، وسيتم في الأيام القليلة القادمة الرفع منها إلى نحو 300 ألف كيس يوميا وتوزيعها عبر مختلف بلديات الـ 32 المتواجدة بالولاية، وبالتالي وضع حد لهذه الأزمة التي أثرت على يوميات المواطنين.

 

 

ضغط على حليب الأكياس بوهران

وشهد حليب الأكياس خلال الثلاثة أيام الأولى من شهر رمضان المعظم ضغطا على مستوى عديد أحياء مدينة وهران.

وقد اختفت أكياس الحليب من المحلات، في حين يزداد الطلب خلال الشهر الفضيل.

ويشتكي بعض تجار المواد الغذائية العامة من خفض الحصص الموزعة لهم.

وأشار تاجر بحي “عدل-مشتلة” إلى أنه “بالنظر لكون الحصة الموزعة منخفضة جدا، فإن كل الكمية تختفي في غضون دقائق”.

وأكد موزعون آخرون بأنهم لم يتلقوا أي حصة منذ يومين.

ويقول رب أسرة تم لقائه داخل متجر بحي “ابن رشد” بأن “الحليب هي مادة أساسية لحاجيات عائلتي ولأطفالي الثلاثة، حيث أن إمكانياتي المالية لا تسمح لي بشراء علب الحليب المبستر الذي يبلغ سعرها 100 دج”.

ويرى مستهلك آخر بأن “الضغط المسجل على كيس الحليب يعد مشكلا يتكرر خلال كل شهر رمضان المعظم وكذا خلال أيام العيد”، داعيا مسيري الملبنات إلى ضرورة زيادة الإنتاج خلال هذه الفترة الخاصة من السنة مع العلم أن الحليب يستهلك بكميات كبيرة وبجميع الأشكال”.

ولا يتردد آخرون في تحميل المسؤولية للموزعين الذين يفضلون، حسبهم، تجارا على حساب آخرين ولا يضمنون كميات معتبرة بالأحياء ذات الكثافة السكانية العالية.

من جانبهم، يرى مسؤولو القطاع بأن المواطن بسلوك استهلاك سيئ له يد في المشكل، مرجعين هذه الوضعية إلى “استهلاك كميات كبيرة من الحليب لاسيما خلال الأيام الأولى من شهر رمضان المعظم”، حسب ما أوضحه المدير الجهوي للتجارة بوهران فيصل الطيب.

وأشار ذات المسؤول إلى أنه “تم إرسال فرق إلى الميدان لمعرفة هذه الوضعية، لذلك يمكننا القول إن هذا الأمر يرجع لسلوك المستهلكين الذين يشترون الضعف وأحيانا ثلاثة أضعاف من الحليب الذي يستهلكونه كل يوم”، مؤكدا أنه “ينبغي الانتظار بضعة أيام قبل أن تتحسن الوضعية”.

من جهته، ذهب رئيس مصلحة ملاحظة السوق والإعلام الاقتصادي بمديرية التجارة محمد مشكور في نفس التوجه، مبرزا بأن “الطلب المتزايد على بعض المواد منها الحليب خلال الشهر الفضيل هي وضعية تعودنا عليها، حيث تساهم في اضطراب كذلك تموين السوق، وأن سلوك المستهلك يفسر هذه الوضعية”.

من جانبه، أكد مدير التجار لوهران أحمد بلعربي أن السوق المحلية يتم تموينها بالحليب بصفة منتظمة لاسيما من قبل وحدات مستغانم ومعسكر وسعيدة، بالإضافة إلى كميات يتم جلبها من ولايتي سيدي بلعباس وتلمسان.

وأبرز بأن هذه السوق المحلية تسجل وفرة من الحليب تقدر بـ 200 ألف لتر في اليوم، ناهيك عن تموين إضافي من شركة جيبلي لمستغانم، مضيفا بأن ولاية وهران تمون بصفة منتظمة بعلب الحليب ذي الدرجة المرتفعة وبمسحوق الحليب وكذا الحليب الطازج.

وأضاف أيضا بأنه بالنسبة للحليب الطازج، يتم تموين السوق بـ 30 ألف لتر بالرغم من كونه غير منتظم.

وذكر أن إنتاج الوحدات الثلاث التابعة للقطاع الخاص بوهران تضمن حاليا إنتاجا يوميا يقدر بـ 100 ألف لتر من حليب البقر وكذا الحليب المبستر.

وأوضح المدير العام بالنيابة لجيبلي لمستغانم بأن حصة إضافية بنسبة 20 بالمائة خصصت لولاية وهران بمناسبة شهر رمضان مقارنة بالحصة المعتادة.

“بالنسبة لشهر الصيام، فإن حصة إضافية من 20 ألف لتر يوميا مخصصة لولاية وهران عن طريق وحدات المنطقة الجغرافية”، وفق ذات المسؤول.

وأضاف بأن “الإجراءات المتخذة سمحت لوحدات مستغانم وسعيدة ومعسكر بالاستفادة بمناسبة شهر رمضان المعظم من حصة إضافية من مسحوق الحليب لضمان تموين منتظم دون اضطرابات للسوق”.

وذكر في نفس الإطار بأن الإنتاج اليومي من الحليب لوحدة مستغانم قد قفز من 25 ألف لتر إلى 27 ألف لتر، وكذا بالنسبة لوحدة معسكر من 18 ألف إلى 20 ألف لتر في اليوم، بينما تضمن وحدة سعيدة حاليا إنتاجا يقدر بـ 42 ألف لتر مقابل 35 ألف لتر في السابق.

وأكد حسن زقان أن كل الإجراءات قد اتخذت من أجل ضمان وفرة الحليب على مستوى المنطقة التي تغطيها شركة “جيبلي”.

وبخصوص الحليب الطازج، أشار رئيس غرفة الفلاحة لوهران الحاج مفتاح براشمي إلى أن انتاج الحليب الذي يتم جمعه قد انتقل من 13.200.000 لتر في سنة 2005 إلى قرابة 61 مليون لتر في 2016 بولاية وهران.

وحسب نفس المتحدث، فإن كل الآمال معلقة على محيط ملاتة (وادي تليلات) لرفع انتاج الحليب وتقليص التكلفة.       

وذكر أن ولاية وهران تتوفر على كل المؤهلات لكي تصبح حوضا لإنتاج الحليب في آفاق 2019 مع مشروع توسعة بـ 15.000 هكتار من المساحة المسقية لملاتة ويمكن المساهمة في تطوير الشعبة، وبالتالي التقليص من استيراد المواد الأولية على غرار مسحوق الحليب وأغذية الأنعام.