رقم مجاني للتبليغ عن محاولات الهجرة السرية… تشديد الرقابة على السواحل لتوقيف “الحراڤة”

elmaouid

الجزائر- أقرت الجزائر إجراءات أمنية مشددة على طول الشريط الساحلي لمواجهة استفحال ظاهرة الهجرة غير الشرعية التي عرفت منعرجا مقلقا بين شهري ماي وأكتوبر الماضيين.

وتعتمد الإستراتيجية الأمنية الجديدة على إشراك المواطنين في محاربة ظاهرة الهجرة غير الشرعية، من خلال وضع رقم هاتفي مجاني للتبليغ عن محاولات الهجرة السرية وإسناد محاربتها للجان أمنية مختصة على مستوى الولايات.

ومن المنتظر أن يتم وضع هذا الرقم في الخدمة فعليا، بداية السنة المقبلة 2018، وسيكون تحت تصرف المواطنين القاطنين على مستوى السواحل وأيضا الصيادين للتبليغ عن محاولات الإبحار السري باتجاه الضفة الأخرى من البحر الأبيض المتوسط، ومن بين الولايات التي تشهد استفحالا كبيرا في هذه الظاهرة عنابة والطارف وسكيكدة ومستغانم ووهران وتلمسان وعين تيموشنت.

وتزامنت الإجراءات الأمنية الجديدة مع استحداث رئيس الجمهورية، عبد العزيز بوتفليقة، خلال إعادة تنظيمه لوزارة الخارجية، المديرية الفرعية للهجرة، التي تقع تحت مسؤولية مديرية الشؤون القنصلية، وقد جاء هذا القرار بعد أن أصبح ملف الهجرة يشكل تحديا كبيرا للسلطات الجزائرية، بخاصة في الظرف الراهن الذي تشهد فيه الظاهرة انتشارا كبيرا وارتفاع عدد المهاجرين السريين الراغبين في الوصول إلى دول أوروبية عبر سواحل البلاد.

وبحسب المرسوم الرئاسي الذي نُشر في العدد الأخير من الجريدة الرسمية، فإن الهيكلة الجديدة لوزارة الخارجية تضمنت المديرية الفرعية للهجرة، تتكفل هذه الأخيرة وفق نص المرسوم الرئاسي بضمان التنسيق بين الدوائر الوزارية كوزارة الدفاع والداخلية حول مسائل الهجرة كنشر المعطيات بشأن إشكالية الهجرة وإعداد التقارير التلخيصية والتحليلية

وأجمع مختصون في الشأن الاجتماعي، أن تفاقم ظاهرة الهجرة السرية خلال الأشهر الماضية، يعتبر بمثابة تحول خطير يستوجب دق ناقوس الخطر وضرورة إيجاد حلول لهذه الظاهرة ومقاربة كفيلة بوضع حد لها.

وتنشر وزارة الدفاع الوطني، يوميا، بيانات تشير إلى إحباط محاولات متكررة للعشرات من الأشخاص للمرور إلى الضفة الأخرى من المتوسط، حيث تمكن حراس خفر السواحل، خلال اليومين الأخيرين من اعتراض 67 مهاجرا غير شرعي.

وتمت العملية الأولى بولاية عين تيموشنت، حيث تم توقيف 33 مهاجرا غير شرعي بينهم قاصران كانوا بعرض البحر متوجهين نحو السواحل الإسبانية، حيث تم إحباط العملية الأولى على بعد ميلين بحريين شمال شاطىء تارقة، حيث كان الحراقة على متن قارب نصف صلب، والمجموعة الثانية على بعد تسعة أميال بحرية شمال رأس فيغالو حيث كانوا على قارب نصف صلب أيضا، وانطلق المهاجرون السريون وبحوزتهم سترات الإنقاذ والمؤونة.

وبولاية الشلف، تمكنت وحدات حراس خفر السواحل من إحباط محاولة هجرة غير شرعية لحوالي 34 شخصا، كانوا على متن ثلاثة قوارب على بعد 13 ميلا بحريا، أعمارهم لا تقل عن ثلاثين عاما ومن ضمنهم قاصران عمراهما أقل من 16 عاما.