أنا صديقكم مروان من المدية، متزوج وأب لولدين، موظف بمؤسسة تعليمية منذ أكثر من 15 سنة، وزوجتي أيضا تمارس مهنة التعليم، وبحكم أنني أسكن في مسكن مستقل عن أهلي، فأنا أزورهم يوميا لأتفقد أحوالهم خاصة الوالدين بحكم كبرهما في السن وإصابتهما بأمراض مزمنة، لكن أجد دائما زوجتي في طريقي تحرمني من زيارتي لأهلي لكي لا أمدهم بالمال ولا أصرف عليهم، وبالموازاة هي تقوم بالمثل وتزور أهلها، ولما واجهتها بهذه الحقيقة، قالت لي إن الأمر يختلف بحجة أن ذهابها لأهلها يعود إلى أن أولادنا عند أهلها، فهي مجبرة على الذهاب إلى بيت أهلها لتتركم هناك في الصباح وتأتي بهم في المساء، وبخصوصي قالت لي إنه لا يوجد سبب مقنع لهذه الزيارة سوى أن أهلي يريدون مني مالا.
فهل زوجتي محقة فيما تطلبه مني؟ وهل أسمع كلامها وامتنع عن زيارة أهلي.
أرجو أن تساعديني سيدتي الفاضلة في إيجاد حل يريحني من هذا العذاب الداخلي الذي أتخبط فيه بسبب إصرار زوجتي على عدم زيارتي لأهلي.
صديقكم: مروان من المدية
الرد: أولا، يجب أن تعلم أن زوجتك مخطئة في طلبها لك بعدم زيارة أهلك، فهذا واجبك تجاههما، فبفضلهما وصلت إلى ما تنعم به اليوم، فقد سهرا عليك منذ صغرك وكبرت حتى صرت قادرا على تسيير حياتك بعدما كونت أسرة أنت أيضا، واليوم أنت مطالب بالبر بوالديك والوقوف إلى جانبهما في السراء والضراء ولا يحق لزوجتك أن تطالبك بمثل هذه الأمور التي تجعلك ابنا عاقا لوالديه، فأكيد لو طلبت أنت منها هذا الطلب سترفض وهذا من حقها ولا يجب عليك إجبارها على ترك أهلها.
إذا فأنت مطالب برفض رفضا قاطعا طلبها ووقفها عند هذا الحد واجبرها على احترام أهلك كما تفعل مع أهلها، وأنت مطالب بزيارة أهلك والوقوف إلى جانبهم وأن تمدهم بمالك وتقف على تلبية احتياجاتهم، وهذا لا يفِي حق تعبهم عليك منذ صغرك إلى حين كبرك وزواجك، فاحذر أن تخسر آخرتك بمثل هذه الأفعال التي تغضب رب العالمين .
نأمل أن تزف لنا عن قريب أخبارا سارة بخصوص مشكلتك.. بالتوفيق.
