أنا صديقتكم سناء من البليدة، عمري 47 سنة، متزوجة من أخ صديقتي الذي جمعتني به قصة حب طاهرة كُللت بالزواج وبإنجاب ثلاثة أولاد حفظهم الله، كانت حياتي في السابق مع زوجي على أحسن ما يرام، لكنها تغيرت كثيرا في الفترة الأخيرة حيث أصبح زوجي عصبيا معي إلى أبعد الحدود ويمنعني من زيارة شقيقاتي المتزوجات خاصة لما تكون لديهن مناسبة سعيدة فيرفض حضوري رفضا قاطعا، وقد خلق لي مشاكل عويصة مع شقيقاتي متحججا بأن مستواهن المعيشي أفضل مني.
حاولت معه عدة مرات من أجل أن يعدل عن تصرفاته المشينة معي وأن يتركني أزور شقيقاتي، كما أفعل مع شقيقاته وأهله.
لا أخفي عليك سيدتي الفاضلة أن علاقتي بأهلي وشقيقاتي لا أريدها أن تتحطم بسبب ما يريده مني زوجي، خاصة وأنني هددته بقطع علاقتي بأهله، فهددني بالطلاق.
وهنا وجدتني حائرة سيدتي في كيفية إقناع زوجي للعدول عن قراره، فأنا لا أريد أن أخسر أهلي لأنه من واجبي الوقوف إلى جانبهم في كل الظروف، ولا أريد أن أخسر زوجي وأب أولادي، وبالمقابل أرفض طلباته رفضا قاطعا.
أرجو منك سيدتي الفاضلة مساعدتي لإيجاد حل لمشكلتي في أقرب وقت ممكن، قبل أن أتخذ قرارا لا يحمد عقباه وأندم عليه طوال حياتي.
المعذبة: سناء من البليدة
الرد: ليس من حق زوجك أن يمنعك من زيارة شقيقاتك خاصة عندما يكون لديهن فرح أو مناسبة سعيدة بحجة أنهن أحسن منك من حيث المستوى المعيشي.
فديننا الحنيف يحثنا على صلة الرحم، وهي من الأمور المهمة التي أمرنا الله تعالى بها ونهى عن قطعها عملا بقوله تعالى “واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام، إن الله كان عليكم رقيبا”.
فعلى زوجك أن يعامل أهلك باحترام، كما تفعلين بدورك مع أهله، فأنت تحترمين أهله وتصلينهم، وهذا من واجبك .
وعلى زوجك أن يكف عن مطالبتك بعدم زيارة شقيقاتك بحجة أنهن أفضل منك معيشة، فهذه حجة باطلة اتخذها زوجك سبيلا لإبعادك عن أهلك، خاصة وأنك لم تشتكِ له من وضعك المعيشي معه ولم تقارنيه بمستوى معيشة شقيقاتك لأن الحياة الزوجية يقدرها الله عز وجل على الزوجين وهي قسمة ونصيب، فشقيقاتك قدر الله لهن هذه الظروف المعيشية الجيدة والإنسان لابد أن يرضى بما أعطاه الله في حياته في كل الأمور ولا يجب أن يقارن حياته بحياة الآخرين.
لذا، فأنت مطالبة أختي سناء بالحديث بصراحة مع زوجك وتطلبي منه أن يحترم أهلك بمن فيهم شقيقاتك، كما تحترمين أنت أهله، وبألا يمنعك من زيارة شقيقاتك.
وأكيد زوجك سيتفهم مطلبك ويحترمه ولن يستمر في منعك من زيارة شقيقاتك وأهلك.
وهذا ما ننتظر منك أختي سناء أن تزفيه لنا عن قريب إن شاء الله، بالتوفيق.
