* زوخ: “كل محتاج لسكن” سيُرّحل

elmaouid

تتخوف عشرات آلاف العائلات القاطنة بالقصدير على مستوى العاصمة، والتي لا تزال تنتظر دورها في الترحيل من تهميشها أو إقصائها من عمليات إعادة الإسكان التي وبالرغم من أنها متواصلة، إلا أنه لم يتبق منها سوى القليل، طالما أن مصالح ولاية الجزائر تؤكد قضاءها على أكبر بؤر القصدير، غير أن المؤشرات تدل على تمركز العديد من بيوت الصفيح في عاصمة البلاد، كأحياء قصديرية بالأبيار وأخرى ببئر خادم، سطاوالي وبرج الكيفان وغيرها من الأحياء التي لم تبرمج لحد الساعة في قائمة زوخ.

تستعد مصالح ولاية الجزائر، خلال هذه الأيام لطي المرحلة الــــ21 من عملية الترحيل التي مست، حسب الوالي، عبد القادر زوخ، أكبر ستة أحياء قصديرية بالعاصمة، وستُرّحل بعد انتهائها الأسبوع القادم 7 آلاف عائلة، وبالرغم من الأرقام الكبيرة التي تحظى بها الرحلة، بعد أن وصل الرقم إلى 47 ألف عائلة أعيد إسكانها في شقق لائقة، تبقى عديد العائلات القاطنة بالبيوت القصديرية متخوفة من الإقصاء شأن أحياء صغيرة ببرج الكيفان، “كومار” بسطاوالي، وحيين آخرين ببولوغين لم يبرمجا مع ثلاثة أحياء قصديرية ستُرحل نهاية الأسبوع في إطار المرحلة الأخيرة من العملية الـــ21، إضافة إلى قاطني القصدير بـــ “وادي السمار” وكذا سكان الحي القصديري “حلوفة” بالقبة، دون أن ننسى أحياء صغيرة تضم عائلات تعد على الأصابع، كالحي القصديري المتواجد بـــ “طاغارا” ببلدية الأبيار وحي “المحجر” بالمرسى وغيرها من الأحياء التي من الممكن أن تكون غير مبرمجة للترحيل لحد الساعة، لاسيما أن ولاية الجزائر لا تملك إحصاء شاملا لبؤر القصدير، لاسيما الصغيرة منها كالأحياء المتواجدة بالأبيار الواقعة بمناطق حساسة كوزارة الدفاع وفندق الأوراسي، ويتعلق الأمر بحي “مويار 25 “، “سالياج” و”عين الزبوجة شارع 17″، كلها أحياء واقعة بالقرب من مراكز حساسة، ووسط العاصمة، غير أن ذلك لم يشفع لها في الترحيل.

وبالعودة إلى عمليات الترحيل، وما يصاحبها من احتجاجات وتذمر سواء وسط المقصين أو بالنسبة للأحياء التي لم تبرمج لإعادة الإسكان، بالرغم من الظروف المزرية التي تعيشها لسنوات طويلة، تبقى تصريحات والي العاصمة، عبد القادر زوخ، تشفي غليل بعض منها، حينما تكتشف برمجتها قريبا في عمليات الترحيل التي ما تزال متواصلة إلى غاية إسكان كل محتاج لسكن حسب تصريحات المتحدث وتأكيداته المتكررة، فيما يعبر آخرون عن تذمرهم من التهميش طيلة عمليات الترحيل الــــ21 التي انطلقت منذ أزيد من سنتين ولم تمسهم لأسباب أرجعوها إلى كونهم أحياء صغيرة تضم عددا من العائلات التي تعد على الأصابع، إضافة إلى أنهم لم يستنجدوا بأعمال الشغب والاحتجاجات لإسماع صوتهم، ما ساهم، على حد تعبيرهم، في تهميشهم من عمليات الترحيل، مطالبين السلطات بالاستعجال في ترحيلهم إلى سكنات الكرامة مثل ما حدث مع جيرانهم القاطنين بالأحياء القصديرية وتخليصهم من الجحيم الذي عانوا منه لسنوات طويلة، وبين تماطل السلطات في ترحيلهم وغضب هؤلاء، تبقى أحياء أخرى لا تعرف مصيرها بعد أن كانت مبرمجة للترحيل أو لتسوية بناياتها الفوضوية، شأن قاطني الأحواش التي تحولت في السنوات الأخيرة إلى بؤر قصدير، لم يعرف لحد الساعة مصيرها من الرحلة، لطالما أكد الوالي أن الملف شائك ومعقد ويتطلب دراسة معمقة لإيجاد حل لهم دون المساس بالطابع الريفي والتاريخي لبعض القصور التي ما تزال مشيدة فيها.