يقول الإمام ابن القيم رحمه الله: الإقبال على الله تعالى، والإنابة إليه والرضا به ومنه، وامتلاء القلب من محبته واللهج بذكره، والفرح والسرور بمعرفته، ثواب عاجل، وجنة، وعيش، لا نسبة لعيش الملوك إليه البتة. والإقبال على الله عز وجل له مظاهر أهمُّها:
– العلم الشرعي: الذي به تتعرف المسلمة على ربها، كيف تعبده، وكيف تخشاه، وكيف تعيش لدينها… “والعلم يورث صاحبه الفقه بمراتب الأعمال، فيتقي فضول المباحات التي تشغله عن التعبد، كفضول الأكل والنوم والكلام، ويراعى التوازن والوسطية بين الحقوق والواجبات، ويبصره بحيل إبليس، كي يحول بينه وبين ما هو أعظم ثوابًا. روى البخاري ومسلم عن معاوية رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: “من يُرد الله به خيرًا يُفقهه في الدين”.
– الحرص على الوقت: لأن الاستفادة بالوقت في تعلم العلم الشرعي، وذكر الله تعالى، وتلاوة القرآن، وغير ذلك من الطاعات، يُلين القلب ويجعله منبسطًا منشرحًا سليمًا، يهفو إلى مرضاة الله تعالى ويعرض عن المخلوقين. روى الحاكم عن ابن عباس رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لرجل وهو يعظه: “اغتنم خمسًا قبل خمس: شبابك قبل هرمك، وصحتك قبل سقمك، وغناك قبل فقرك، وفراغك قبل شغلك، وحياتك قبل موتك”.
– الإكثار من نوافل الطاعات: إن النوافل باب عظيم من أبواب الخير، وميدان كبير للمسابقة في الطاعات، ونعمة عُظمى أكرم الله بها عباده ليزدادوا منه تقربًا، ويحظوا بالرحمة والرضوان، ويُزكوا بها أنفسهم، ويحيوا قلوبهم. روى البخاري عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “إن الله عز وجل قال: من عادى لي وليًا فقد آذنته بالحرب، وما تقرب إلي عبدي بشيء أحب إلي مما افترضته عليه، وما زال عبدي يتقرب إلى بالنوافل حتى أحبه، فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به، وبصره الذي يبصر به، ويده التي يبطش بها، ورجله التي يمشي بها، وإن سألني لأعطينه ولئن استعاذني لأعيذنه”.