الإيمان بالرسل هو الركن الرابع من أركان الإيمان؛ قال النبي صلى الله عليه وسلم: “الإيمان أن تؤمن بالله وملائكته، وكتبه، ورسله، ولقائه، وتؤمن بالبعث الآخر” رواه البخاري. إن إرسال الرسل من أعظم نعم الله على خلقه؛ قال تعالى: ” وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولًا ” الإسراء: 15، من عدل الله ورحمته أنه لا يعذب عبده حتى تقام عليه الحجة، أرسل إليهم الرسل مبشرين ومنذرين، ليهدوهم إلى صراط الله تعالى المستقيم، ويُبينوا لهم كيف يعبدون الله وحده، والرسل دعوتهم واحدة، وهي الدعوة إلى التوحيد وإلى دين الإسلام وهو دين جميع الرسل. فلا يصح إيمان العبد إلا بإيمانه بجميع رسل الله عليهم السلام، فمن كفر بواحد منهم، فقد كفر بالله تعالى وبجميع الرسل؛ قال تعالى: ” إِنَّ الَّذِينَ يَكْفُرُونَ بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ وَيُرِيدُونَ أَنْ يُفَرِّقُوا بَيْنَ اللَّهِ وَرُسُلِهِ وَيَقُولُونَ نُؤْمِنُ بِبَعْضٍ وَنَكْفُرُ بِبَعْضٍ وَيُرِيدُونَ أَنْ يَتَّخِذُوا بَيْنَ ذَلِكَ سَبِيلًا أُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ حَقًّا وَأَعْتَدْنَا لِلْكَافِرِينَ عَذَابًا مُهِينًا ” النساء: 150، 151، “ومعنى التفريق بين الله ورسله أنهم ينكرون صدق بعض الرسل الذين أرسلهم الله، ويعترفون بصدق بعض الرسل دون بعض، ويزعمون أنهم يؤمنون بالله”. وأفضل الرسل وخاتمهم هو محمد صلى الله عليه وسلم؛ قال تعالى: ” مَا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِنْ رِجَالِكُمْ وَلَكِنْ رَسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ ” الأحزاب: 40، أرسله الله تعالى إلى جميع الناس الجن والإنس، العرب والعجم، وجميع الرسل السابقين نُسخت شرائعهم بشريعة النبي صلى الله عليه وسلم؛ قال صلى الله عليه وسلم: “والذي نفس محمد بيده، لا يسمع بي أحد من هذه الأمة يهودي ولا نصراني، ثم يموت ولم يؤمن بالذي أُرسلتُ به، إلا كان من أصحاب النار” رواه مسلم. أما الآثار الإيمانية للإيمان بالرسل فهي:
– رحمة الله تعالى وعنايته بعباده؛ حيث أرسل إليهم الرسل مبشرين ومنذرين، وليهدوهم إلى صراط الله المستقيم.
– الإيمان بأن النبي صلى الله عليه وسلم أفضل الرسل وخاتمهم، وشريعته ناسخة لجميع الرسالات السابقة.






