الشهيد ستر الرحمن عبد الواحد المدعو لخضر جارف من مواليد مدينة سطيف يوم 13 سبتمبر 1935م، درس عامين في المدرسة الابتدائية، ثم انتقل ليتعلم مهنة الحلاقة، وساعدت ممارسته لمهنة الحلاقة مع عمه محمود في صالون الحي على نقل الكثير من الأخبار التي كانت تدور في الجزائر والمدينة، وكوّن رصيدا لا بأس به من المعرفة والتجربة في الحياة، كما انخرط في فرقة السعادة التي أسسها الشهيد حسان بلكيرد رفقة الكشافة، وكان ظاهر هذه الفرق فنيا وتربويا، لكنه في الأساس يخدم الوطنية في جميع معانيها وكثيرا ما غنت هذه الفرقة الكثير من الأغاني التي تدعو إلى الالتزام، والواجب نحو الوطن، ونظرا للجو الثقافي والسياسي الذي عاشته المدينة، والزيارات المختلفة للشيخ الإبراهيمي وبقية العلماء إليها في كل مناسبة، فقد كوّن النموذج الحقيقي للشاب الرافض للاستعمار وللأوضاع المزرية التي يعيشها أبناء شعبه ومدينته .
ومع مطلع الخمسينات من القرن الماضي، انخرط في حركة انتصار الحريات الديمقراطية، وعاش تلك الصراعات والتجاذبات وكل ذلك صقل شخصيته وولّد لديه الرغبة في التغيير مهما كانت النتائج.
انخرط في الثورة التحريرية عام 1956، ضمن الخلايا الفدائية الأولى، حيث اتسم عمله بالانضباط والرزانة والاستقامة في أداء واجبه، على الرغم من انخراطه في الفداء منذ 1956م، إلا أن المعلومات عنه شحيحة، وما نعلمه أنه وفي حصار مدينة سطيف مطلع شهر أوت 1958م تم إلقاء القبض على الشهيد عبد الواحد، الذي اقتيد مع رفقائه إلى الثكنة العسكرية، حيث تعرض إلى أبشع صور التعذيب والإهانة والاستنطاق، وفي الأخير تم إعدامه.