سكان الأحياء الهشة بالرايس حميدو ينتظرون الفرج

سكان الأحياء الهشة بالرايس حميدو ينتظرون الفرج

استنجد سكان عدة أحياء ببلدية الرايس حميدو بوالي العاصمة يوسف شرفة لإنصافهم من خلال ترحيلهم نحو سكنات لائقة تحفظ لهم صحتهم قبل كرامتهم، بعدما تحالفت عدة عوامل لإبقائهم يتخبطون في مستنقع المعاناة يتجرعون آلام التواجد داخل سكنات هشة لا تحميهم لا شتاء ولا صيفا، بل وكانت مسؤولة عن الأمراض التنفسية الكثيرة التي طالت أغلبهم بسبب الرطوبة العالية النافذة من الجدران، متسائلين عن الأسباب الحقيقية الكامنة وراء إرجاء عملية ترحيلهم في مقابل الافراج عن عائلات أخرى لم تصل إلى درجة الخطر الذي بلغوه هم، ولم تحرك السلطات ساكنا أمام ما يقاسونه من أوجاع لأكثر من نصف قرن.

وأشارت العائلات المتضررة بأصابع الاتهام في الوضع الذي يتواجدون عليه إلى السلطات المحلية التي تجاهلت ملفاتهم بالرغم من الوعود التي كانت تقدم لهم، مؤكدين في الوقت نفسه، أن رئيس المجلس الشعبي البلدي، أكد لهم أن تسجيل قوائم المستفيدين، والوقوف على عمليات الترحيل، من صلاحيات رئيس الدائرة الإدارية لباب الوادي، داعين إلى تدخل والي العاصمة لإعادة الأمور إلى نصابها ومنح كل ذي حق حقه سيما وأن المعنيين استنفذوا كل جهودهم لإسماع صوتهم ولطالما افتكوا وعودا تقضي بانتشالهم من الأكواخ التي يقطنونها، لكن لا شيء تحقق إلى الآن .

وعبرت العائلات المتضررة عن استيائها وتذمرها من الوضع الذي تعيشه داخل تلك الأكواخ في ظل غياب أهم مقومات العيش الكريم على غرار الكهرباء، الغاز، المياه والتهيئة، وهو الأمر الذي حوّل حياتهم إلى جحيم وليس هذا فقط، بل ذكّر هؤلاء بأنهم قضوا عقودا داخل بيوت أسقفها مشيّدة من الزنك والقصدير، وتآكلت جدرانها نتيجة الرطوبة العالية شتاء والحرارة الحارقة صيفا، وأوضحت العائلات أن سكناتهم لم تعد تتحمل قساوة الطبيعة، حيث أضحت في وضعية تشكل خطرا عليهم بالنظر إلى التشققات التي انتشرت بالأسقف والجدران، متخوفين في الوقت ذاته من إمكانية انهيارها في حالة بقائهم لمدة أطول بها وإقصائهم مرة أخرى من عمليات الترحيل التي شرعت فيها ولاية الجزائر على مستوى عدة مواقع ببلديات العاصمة.

من جهتها، العائلات التي تقطن الأسطح والأقبية بذات البلدية، عبرت هي الأخرى عن معاناتها بعد أن تم إقصائها من الترحيل، حيث تعيش ظروفا أقل ما يقال عنها بالمزرية بسبب تدفق مياه الصرف الصحي من القنوات إلى شققها على مدار السنة، مطالبين السلطات المحلية على رأسها والي العاصمة بالتدخل وإدراجها ضمن المرحلين في عملية إعادة الإسكان التي تقوم بها ولاية الجزائر ولاستفادة من سكنات لائقة، مبدين في نفس الوقت خوفهم من تأجيل عملية إدراجهم ضمن المرحلين في العمليات القادمة التي ستقوم بها ولاية الجزائر، وهو الأمر الذي لا تريد العائلات أن تعيشه مرة أخرى، بعدما ذاقت مرارة الحياة طيلة سنوات في أقبية لا تتوفر فيها أدنى ضروريات العيش الكريم، وسببت لهم مضاعفات صحية وأمراضا مزمنة أصيب بها أغلب أبنائهم.

إسراء. أ