يشتكي سكان قرية القماقيم التابعة إقليميا لبلدية الرابطة في الجهة الجنوبية لولاية برج بوعريريج، التي تبعد عن مقر عاصمة البيبان بحوالي 25 كلم، من الأوضاع المعيشية الصعبة التي يتخبطون فيها، حيث يعد المطلب الأول والأخير لسكان القرية النائية هذه مع حلول فصل الشتاء، التي تقع بأعالي جبال البلدية وتتميز ببرودة شديدة وتساقط كثيف للثلوج يؤدي إلى عزل القرية لأيام عديدة، هو توفير الغاز الطبيعي الذي يعد المطلب الأساسي لسكان القرية منذ الاستقلال.
السكان عبروا عن معاناتهم المتواصلة مع قارورات غاز البوتان التي أرقت كواهلهم وأفرغت جيوبهم، خاصة خلال فصل الشتاء، أين يحدث تذبذب في التزود بهذه المادة الحيوية التي يؤدي غيابها إلى اختلال في متطلبات الحياة الأساسية، أين يجدون أنفسهم مضطرين إلى الخوض في رحلات شتوية بحثا عن قارورة غاز بوتان تقيهم برد الشتاء القارس وتوفر لهم لقمة عيش ساخنة وبأسعار خيالية زادت من معاناتهم، قاطعين وراءهم عشرات، إن لم نقل مئات الكيلومترات، باستعمال وسائلهم الخاصة، في حين يستنجد البعض الآخر منهم ممن لا يملكون وسائل نقل بحمولات الحطب، أو الاحتطاب من الغابات القريبة من القرية، وكذا ببراميل المازوت.
معاناة عمّرت طويلا بحسب سكان القرية الذين تتعالى آهاتهم وتزداد كل يوم وبالأخص عند حلول فصل الشتاء وانخفاض درجات الحرارة، بالرغم من طرق جميع الأبواب وانتهاج جل السبل، بغية إيصال انشغالهم إلى السلطات الوصية المحلية والولائية التي بقيت على حد تعبيرهم تطلق الوعود التي لم تجد طريقا لتحقيقها على أرض الواقع، ما دفعهم إلى مناشدة المسؤول الأول عن شؤون الولاية سعيدون عبد السميع من أجل الالتفاتة العاجلة والوقوف الشخصي على معاناتهم أملا في رفع الغبن عنهم من خلال تسجيل مشروع ربط سكان هذه القرية بالغاز الطبيعي.
