أكد المحلل الاقتصادي، أحمد سواهلية، أن اتجاه الجزائر نحو تعزيز محور ألمانيا وإيطاليا وكذا دول الشريط الساحلي والإفريقية، يهدف لتقوية اقتصادها ولخدمته، وكذا إعطاء دفع قوي له نظرا للمقومات التي يتمتع بها على جميع المستويات، والدخول في التكتلات الاقتصادية العالمية، بإقامة شراكات متنوعة، مشيرا أنه بحكم الموقع الاستراتيجي المهم لبلادنا، نستطيع خلق منتجات مزدوجة الجنسية، سواء مع إيطاليا أو دول أخرى، لغزو دول إفريقيا، وكذا إيصال رسائل قوية لبعض الدول، المتمثلة في رغبة الرئيس إيجاد شركاء حقيقيين، لخدمة الجميع، لا تعتمد على نهب الثروات والمقدرات الوطنية.
وأوضح المحلل الاقتصادي، في تصريح لـ(الموعد اليومي)، الإثنين، أن الزيارة المهمة لرئيس إيطاليا جاءت بعد غياب طويل نظرا للسياسات المفلسة السابقة، والتبعية المفرطة لفرنسا ما أدى لفشلها، والتقارب الموجود بين الجزائر وإيطاليا يلعب دورا أساسيا في تنويع العلاقات بين البلدين، وهذه الرمزية توصل رسائل قوية، المتمثلة في رغبة الرئيس إيجاد شركاء لخدمة الجميع وليس نهب الثروات والمقدرات الوطنية، والزيارة تدخل فيها كل الجوانب منها الاطمئنان على تمديد الغاز لإيطاليا البالغ 16 مليار متر مكعب، عبر الأنبوب الذي يربط الجزائر بإيطاليا عبر تونس، حيث يعتبر الثلث من إمددات العالم، أضف لذلك أن إيطاليا بلد صناعي بامتياز فهي ضمن مجموعة السبعة الأغنى في العالم، ومتطورة في الصناعة، السياحة، الفلاحة والاتصالات، هذا الوضع الاقتصادي الممتاز لإيطاليا تريد بلادنا الاستفادة منه. وأضاف أحمد سواهلية، أن إقامة شراكات متنوعة أمر مهم، خاصة وأن بلادنا تتجه لتنويع اقتصادها ما يجعلها تريد الأخذ من الاقتصاد الألماني والإيطالي، خاصة في المؤسسات المصغرة التي لقيت رواجا كبيرا، لتحقيق التنمية وخلق مناصب الشغل، وكذا ترقية الصادرات وبالتالي التأثير على الميزان التجاري، مشيرا أن التطور التكنولوجي تجاوز الحدود وأصبح هناك تشابه في نمط الاستهلاك للدول، فالتكتلات الاقتصادية تعزز توجهنا، مع الدول الأوروبية، خاصة في الصناعة، الفلاحة والسياحة، حيث هناك في بلادنا 380 شركة إيطالية، التي يجب توسيعها إلى الطاقات البديلة والفلاحة، قصد الإستفادة من رؤوس الأموال. كما أفاد المتحدث ذاته، أن موقع الجزائر ووجودها على ضفة البحر الأبيض المتوسط، يعزز إمكانية خلق منتجات مشتركة سواء مع إيطاليا أو دول أوروبية أخرى، لغزو دول إفريقيا التي تعتبر سوقا واعدة وفتية، ما يجعل هذه المنتجات تتنافس في السعر، وبالتالي الاستثمار في طاقتنا وكذا إنشاء مؤسسات مصغرة ومرافقتها، يعد أمرا ضروريا لتنويع الثرورة، في ظل وجود إرادة سياسية من الرئيس والعلاقات الجيدة التي تربطنا مع دول آسيا وأوروبا، وبالتالي دخولنا اقتصاد العولمة أمر مهم وبات ضروريا، فقط يبقى من واجبنا إزاحة العراقيل الموجودة لتحقيق التنمية وخلق ثروة حقيقية بالبلاد.
نادية حدار









