حذرت العائلات القاطنة بمحاذاة واد الحراش من تبعات إقصائها من برنامج إعادة الإسكان التي يرتقب استئنافها هذه الايام على خلفية الاخطار المحدقة بها والتي عاشت ويلاتها خلال الشتاء الماضي داعية إلى الالتفات
إلى معاناتها مع الظروف التي تقاسيها وسط هذه الاكواخ التي تأوي اليها منذ اكثر من ربع قرن دون ان تشملها عمليات الترحيل التي تكاد تطوي صفحتها نهائيا والابقاء فقط على حالات استثنائية تدخل في الاطار الاجتماعي.
يناشد السكان الذين يعيشون بمحاذاة واد الحراش تخليصهم من الخطر الذي يتهددهم مع حلول كل شتاء، ويترقبون أن تشملهم عمليات الترحيل بالنظر إلى وضعياتهم الكارثية ضمن أكواخ تفتقر إلى أدنى الاساسيات، وقد طالبوا في أكثر من مرة بالتدخل العاجل للسلطات المحلية لإنهاء معاناتهم التي دامت لأكثر من ربع قرن، مؤكدين في الوقت ذاته أنهم لم يعودوا يتحملون الاستمرار في تحمل مثل هذه الظروف.
وسرد السكان مأساتهم مع الافتقار إلى أهم شروط العيش الكريم حيث يقيمون في سكنات ضيقة انعكس تاثيرها على افراد العائلة التي لم تعد تطيق ذلك كونها تمارس كامل مهامها وحياتها ضمن نطاق غرفتين يزيد عدد القاطنين بهما عن الخمسة ومنهم من بلغ سن الزواج في وضع أضحى يثير فعلا حفيظتهم، معربين عن شدة استيائهم لعدم تمكنهم من ربط بيوتهم بشبكة المياه الصالحة للشرب، مشيرين إلى أنهم قاموا برفع العديد من الطلبات والشكاوى لدى المصالح المعنية من أجل ربطهم بشبكة المياه التي لا تبعد سوى بعض الأمتار على حد تعبيرهم، غير أن مطلبهم هذا لم يجد آذانا صاغية على حد قولهم، مضيفين في السياق ذاته أنهم يعتمدون على جيرانهم من أجل التزود بهذه المادة الحيوية. فبالإضافة إلى مشكل عدم ربط بيوتهم بشبكة المياه يعاني هؤلاء السكان كذلك من مشكل غياب مادة غاز المدينة عن بيوتهم والتي تعد بدورها ضرورية، حيث أكدوا أنهم قاموا بمراسلة الجهات المعنية من أجل ربطهم بشبكة الغاز غير أن مطلبهم هذا لم يجد من يجسده على أرض الواقع، وهو ما يدفعهم إلى الاعتماد على قارورات غاز البوتان وهو ما يدخلهم في رحلة البحث عن قارورات الغاز بشكل يومي .