شرعت في إعادة تجديد نفسها بعد أن أودع أمناؤها العامون ورؤساؤها سجن الحراش… أي دور لأحزاب التحالف بعد حراك 22 فيفري

شرعت في إعادة تجديد نفسها بعد أن أودع أمناؤها العامون ورؤساؤها سجن الحراش… أي دور لأحزاب التحالف بعد حراك 22 فيفري
الجزائر تشير التحركات الأخيرة لأحزاب التحالف الرئاسي سابقا إلى تحضير هذه الأخيرة نفسها للعودة إلى الساحة السياسية رغم الرفض الشعبي الذي تلقاه، وسط تساؤلات عن مستقبلها في الساحة السياسية.

وانطلقت تلك الأحزاب في إعادة تجديد نفسها بعد أن أودع أمناؤها

العامون ورؤساؤها سجن الحراش، عقب التحقيقات القضائية في حقهم، وكانت البداية بحزب جبهة التحرير الوطني، ثم التجمع الوطني الديمقراطي، لتليها أحزاب تجمع أمل الجزائر والحركة الشعبية الجزائرية، فهل هذا بحث عن عذرية جديدة أم مجرد تزيين للواجهة لمواجهة عاصفة الحراك الشعبي؟

وعقب إيداع مسؤولي أحزاب الائتلاف الرئاسي سجن الحراش، بعد تحقيقات قضائية كانت في حقهم، سارعت قيادات هذه الأجهزة الحزبية إلى إعادة ترتيب بيتها الداخلي، والعمل على إبعاد المسؤولين السابقين الذين وجدوا أنفسهم بين عشية وضحاها في غياهب السجن. وكان حزب جبهة التحرير الوطني أول الأحزاب التي سارعت إلى تغيير واجهتها، بعد أن بقيت تتقلب بين أمين عام أُبعد، جمال ولد عباس، وبين منسق الحزب، معاذ بوشارب، مرفوض حزبيا وشعبيا.

واختارت قيادة حزب جبهة التحرير الوطني الذهاب نحو اختيار قيادة جديدة، ليقوم فجأة بتغيير خطاب الحزب الجهاز، وقاد محمد جميعي حربا شرسة على زميله معاذ بوشارب ليدفعه نحو الاستقالة والخروج من الباب الضيق بعد أن دخل بالكادنة بدعم من الأمين العام الجديد للحزب.

من جهته شرع التجمع الوطني الديمقراطي هو الآخر في تغيير الواجهة

بعد إيداع أحمد أويحيى الأمين العام السابق غياهب سجن الحراش، هذا الحزب الذي كان صراعه بينا مع غريمه الأرندي على تقاسم الغنائم السياسية، وتدوير المناصب بينه وبين الأفالان، وكان أمينه العام السابق من بين الذين أكدوا أن الدولة لن ترضى بالفوضى، في إشارة منه وتلويح بالقوة ضد المتظاهرين. وحاولت قيادة الحزب طمس مخلفات أويحيى الثقيلة التي ألقت بظلالها على الحزب والقيادات التي اختفت من الشاشات وأصبح صعبا إيجاد من يدافع عن أفكار الحزب في الوقت الراهن.

ويتجه حزب تجمع أمل الجزائر نحو الاندثار شيئا فشيئا بعد أن دخل

عمار غول سجن الحراش، ولم تجد قيادة الحزب شخصية كاريزمية وذات امتداد سياسي كسابقه، رغم أنها اختارت شخصية من الحزب لقيادته في الفترة الحالية، في انتظار انتخاب قيادة جديدة.

ونفس المصير قد يتجه إليه حزب الحركة الشعبية الجزائرية التي أسسها عمارة بن يونس، المناضل السابق في الحزب المعارض التجمع من أجل الثقافة والديمقراطية، الذي كان من بين الذين يوجهون انتقادات شديدة للرئيس السابق بوتفليقة بلغت درجة السباب، غير أنه غير البوصلة بدرجة كبيرة، ليجد دعما كبيرا لحزبه بلغ حد أن تمكن من الحصول على مجموعة برلمانية في المجلس الشعبي الوطني. ولم يتمكن الحزب لحد الساعة من إيجاد خليفة لعمارة بن يونس، وهو ما يوحي بأنه قد يندثر بلا رجعة من الساحة السياسية.

أيمن رمضان