الجزائر -شدّد، أمس، وزير التعليم العالي والبحث العلمي، شمس الدين شيتور، الوقوف بجانب الأساتذة الجامعيين ودعمهم بكل الإمكانيات المتوفرة لضمان لهم أحسن الظروف البيداغوجية لأداء مهامهم والرفع من مستوى الجامعة الجزائرية بالمقارنة مع الدول الأخرى وتقليص تبعية التعليم العالي للخارج، بعد أن اعترف بتدني مستوى التعليم بالجامعات وقال “إن مشكل جودة التعليم بالجامعة ليس من مسؤولية الحكومة بل من مسؤولياتنا”.
وفي ندوة صحفية عقدها الوزير عقب عملية تنصيب أعضاء الندوة الوطنية للمؤسسات البحثية بمقر الوزارة، شدّد فيها على ضرورة الاهتمام برفع المستوى داخل الجامعات، مؤكدا أنه لا يهتم باللغة التي يتم تلقين العلوم بها في الجامعات، مقارنة مع أهمية رفع مستوى المحتوى المُقدم للطلبة ومن ثم تقديمه بالفرنسية أو باللغة الإنجليزية. وقال شيتور، بأن دور الجامعة الجزائرية حساس بالنسبة لمستقبل البلاد، خاصة ونحن في مفترق طرق من حيث الكم والكيف. وشدد المتحدث على ضرورة رفع مستوى التعليم العالي، حيث قال: “أمد يدي للأساتذة لتغيير تلك الصورة النمطية التي التصقت بالجامعة والأستاذ، وأدعو الباحثين إلى التجند في هذا المسار، الذي لا نملك سواه”. وانتقد تدني مستوى التعليم بالجامعات الجزائرية وتقليص التركيز والاستثمار في البحوث العلمية، ما أدى إلى ارتفاع تبعية التعليم العالي للخارج وزيادة نسبة استيراد المواد الكيميائية، خاصة وأن الدولة تمتلك إمكانيات لتصنيعها من خلال خلق مؤسسات ناشئة في الذكاء الصناعي.
لا استيراد للمواد الكيميائية بداية من 2021 وتكليف مؤسسات ناشئة لتصنيعها
وكشف الوزير في هذا الصدد أن الجامعة الجزائرية “لن تستورد منذ العام القادم هذه المواد الكيميائية التي قامت مؤسسات جزائرية ناشئة بتصنيعها” داعيا الباحثين الجزائريين إلى القيام ببحوث تمس مشاريع هيكلية بالدرجة الأولى قصد “تقليص التبعية للخارج التي تكلف الخزينة العمومية في هذا الميدان ما بين 200 إلى 300 مليون دج”. وأشار إلى أنه سيتم منح براءة الاختراع لأفضل الأجهزة التي يتم اختراعها والتي ستعرض في نهاية كل سنة جامعية في صالون ينظمه القطاع تشجيعا للبحث العلمي، كما سيتم تزويد أصحابها بالإمكانيات المادية اللازمة وضمان تسويق اختراعاتهم. وأضاف: “نحن في مفترق الطرق من حيث الكم والكيف ولابد من بروز دور الأساتذة الجامعيين وسوف أوفر كل الإمكانيات وتحسين التسيير الإداري ذات نظرة استشرافية في المستقبل”. وأعلن الوزير على العمل على دعم مراكز البحث العلمي بهدف وقف استيراد المواد الكيميائية والتي سيكون مصدرها مستقبلا من مراكز البحث الوطنية، مشيرا أن استيرادها مكلف للدولة وأنها تمتلك إمكانيات لتصنيعها من خلال خلق مؤسسات ناشئة في الذكاء الصناعي. وأبرز في المقابل الوزير عدم اهتمامه للغة المعتمدة لدراسة البحوث العلمية ومناقشة الأطروحات والتي قد أدخل عليها الوزير الأسبق للقطاع الطيب بوزيد، بعض التعزيزات واستبدال اللغة الفرنسية باللغة الانجليزية بكافة الجامعات قائلا “لا أهتم باللغة التي يتم بواسطتها تلقين العلوم، لأن الأهم بالنسبة لي هو المحتوى، كان باللغة العربية أو الفرنسية أو الإنجليزية”.
وأعلن شمس الدين شيتور، عن تنظيم صالون وطني لعرض مذكرات التخرج، والترويج لأحسن المشاريع البحثية، التي قال إن 20 بالمائة منها يجب أن تتحول إلى مشاريع فعلية، خاصة في التخصصات العلمية للرقي بالاقتصاد الوطني الذي أصبح بحاجة إلى كفاءات أكثر من أي شيء آخر.
سامي سعد










