صالح بلعيد لـ”الموعد اليومي”: إحداث التلاقح الثقافي سيؤدي لتطور البحث العلمي.. ثلاثة أرباع الصراعات الكبرى في العالم لها أبعاد ثقافية

salah-belaid-langue-arabe-2400-HD

اكد رئيس المجلس الأعلى  للغة العربية، صالح بلعيد، أنه بوجود تلاقح ثقافي سيؤدي حتما لتطور البحث العلمي في الجزائر، وللجامعة دور مهم في هذا المجال، وبذلك يتم تحقيق التنمية المستدامة المرجوة.

وأوضح رئيس المجلس الأعلى للغة العربية، الأحد، في تصريح لـ”الموعد اليومي”، أن إحداث التنمية المستدامة، مرتبط بالجانب الأمني، ما يجعل هناك تطور في التنمية بارتقائها إلى أعلى المستويات، ويكون هناك قبول للآخر، وفي المجال الاقتصادي سيصبح هناك تعامل بالعقود، مثلا بصيغة 50 بالمائة أو باستعمال قاعدة 49/51، مع مؤسسات اقتصادية، إضافة إلى التبادل البيني والذكاء الاصطناعي، الذي يراهن عليه الكثير في إحداث التطور على جميع المستويات. وأضاف صالح بلعيد، أنه عندما يكون هناك تلاقح ثقافي، والملاحظ كيف كانت جامعة الجزائر متفتحة خلال السنوات الماضية على نظيراتها، حيث كان هناك طلبة من الاتحاد السوفياتي ولبنان وكذا تونس وغيرها من الدول الأخرى يدرسون ببلادنا، ما أدى لتلاقح ثقافي ونمو البحث العلمي أكثر، فلو كان هناك انغلاق لما شهدنا ذلك التوافد إلى الجزائر خلال تلك الحقبة. كما استبعد المتحدث ذاته، أن يحدث انطلاق من اللغة العربية لوحدها، لإحداث التنمية المستدامة، دون غيرها من اللغات الأخرى، رغم أن للعربية رتبتها بين اللغات الأخرى. كما أكد صالح بلعيد، خلال الملتقى الوطني حول الدراسات الترجمية في العالم العربي، المنظم بمناسبة اليوم العالمي للتنوع الثقافي، من أجل الحوار والتنمية، بالمجلس الأعلى للغة العربية، الأحد، أن هذا اليوم جاء من أجل الحوار والتنمية المستدامة، وسد كل الفجوات بين الثقافات والعمل على تقارب الشعوب، وصولا إلى إحداث التنمية في كافة أشكالها، مشيرا أن تقرير الأمم المتحدة، المتعلق بالتنمية  البشرية لعام 2021، أظهر أن هناك ثلاثة أرباع من الصراعات الكبرى  في العالم لها أبعاد ثقافية. وأوضح رئيس المجلس الأعلى للغة العربية، أن اختيار الاحتفاء باليوم العالمي للتنوع الثقافي لسنة 2022، موضوع الدراسات الترجمية في العالم العربي، جاء لمعرفة مستجدات الميدان، وعرض حالة الترجمية العربية حاليا، وللمجلس أعمال يسهم بها للنهوض في مجال الترجمة في العالم العربي عامة والجزائر خاصة منها، تنصيب لجنة متخصصة في ترجمة الكتب العلمية والتقنية، كما سيصدر للمجلس كتابان آخران تمت ترجمتهما من اللغة الفرنسية إلى العربية لمصطفى خياطي، وذلك بمناسبة اليوم العالمي للطفل المصادف لأول جوان، وكذا دليل البيئة بالشراكة مع وزارة البيئة والطاقات المتجددة ومع المحافظة السامية للأمازيغية، مجلة معالم للترجمة مشروع المجلة الإفريقية، منبر مجلة معالم الإفتراضي. كما أضاف صالح بلعيد، أن اليوم العالمي للتنوع الثقافي، جاء من أجل الحوار والتنمية المستدامة، وسد كل الفجوات بين الثقافات والعمل على تقارب الشعوب، وصولا إلى إحداث التنمية في كافة أشكالها، وقد أبان تقرير الأمم المتحدة حول التنمية البشرية لعام 2021، أن ثلاثة أرباع الصراعات الكبرى في العالم لها أبعاد ثقافية، وبالتالي أصبح من الضروري الاهتمام بهذا الموضوع الذي نرى أن تحصل المثاقفة الحاملة للتنوع بمعانيها الإنسانية، وأن لكل شيء من حولنا له فرادة تشكل مع بقية العناصر الأخرى، التي من حولها تكاملا تضيف صورة كبرى للصورة الصغرى التي كانت لثقافة أحاد، وبذلك يحصل أن تتقوى النظرة الشاملة لما حولنا، مما يراه أو يعيشه الأخر في كرة تجمعنا رغم تعدد ثقافاتنا، فنحن البشر بطبيعتنا متنوعون ولنا لغات مختلفة ولكل لغة وثقافة وألوان مختلفة وأشكال متقاربة ومتباعدة، وبالتالي لا بد من تقبل التنوع الذي يسهم في تقدمنا وتطورنا. وأشار المتحدث ذاته، أن الدراسات الترجمية تشهد  في الوطن العربي نقلة معتبرة خلال السنوات الأخيرة، من خلال فتح العديد من مسارات الدكتوراه والماستر في مجال الترجمة، وذلك في العديد من الجامعات العربية، كما نلاحظ التواجد المتزايد للمقالات المكتوبة باللغة العربية حول موضوع الترجمية، ومن جهة أخرى نلاحظ المجهود المستمر للباحث الجزائري في دمج المفاهيم الترجمية الحديثة في قاموسه العربي، وهذا ما أدى بمخبر الترجمة وتعدد التخصصات في جامعة الجزائر بالشراكة مع المجلس الأعلى للغة العربية، إلى اقتراح موضوع الدراسات الترجمية في الوطن العربي، قصد معرفة مستجدات الميدان، على أساس دراسة زمنية وكذا بهدف البحث فيما إذا جاء الباحث العربي بإسهامات أثرت المكتبة الترجمة العالمية. وقد شارك في الملتقى العديد من المختصين في مجال الترجمة من داخل الوطن وخارجه، مجمعين على ضرورة الإرتقاء باللغة لإحداث التقارب.

نادية حدار