ناشد سكان الحي القصديري القرية بباش جراح السلطات المعنية والولائية ترحيلهم نحو سكنات لائقة تخلصهم من معاناة دامت 40 سنة قاسوا فيها كل أشكال المواجع صيفا وشتاء وعانوا فيها الأمّرين في ظل غياب أدنى
شروط العيش الكريم، متسائلين عن جدوى مطالبتهم في كل مرة بالوثائق، في حين لا يلمسون أي بريق أمل يشجعهم على تحمل البقاء فيه.
ما يزال سكان حي القرية القصديري يترقبون فرصة الانتقال إلى سكنات لائقة تنتشلهم من الوضع الكارثي الذي يعيشونه منذ 40 سنة، حيث بلغت هذه الأكواخ درجات متقدمة من الاهتراء ولم تعد صالحة لمجرد المكوث فيها لساعات، فكيف بهم يقضون جل وقتهم فيها ومن النساء من تبقى في الكوخ القصديري أشهرا دون أن تغادره في وضع يرفع احتمالات إصابتهم بكل أنواع الأمراض خاصة منها تلك المتعلقة بالتنفس كالربو والحساسية.
وحسب السكان، فإن هذا الاهتراء الذي بلغته المساكن بفعل مرور الوقت تضاعف مع الكوارث الطبيعية مثل الزلازل التي شققت جدرانها وأتلفت صفائحها، مما جعلهم يعانون من خطر الموت الذي أضحى يهدد حياتهم ويقض مضجعهم، كما اشتكوا من ضيق سكناتهم خاصة بالنسبة للعائلات كثيرة العدد والتي تمتد لتضم الجد والجدة، مؤكدين في معرض شكاويهم أن سكناتهم الهشة أصبحت أشبه بجحيم في فصل الصيف بسبب الحرارة التي تنجم من الصفيح، والرطوبة التي تشكل طبقة خضراء تكسو جدرانها، أما في الشتاء فيعيشون الرعب خوفا من انهيار الجدران على رؤوسهم دون الحديث عن معاناتهم مع توغل المياه داخل السكنات، الأمر الذي أدى إلى انتشار الأمراض المزمنة كالربو والحساسية المفرطة وسط القاطنين خاصة الأطفال منهم.
وجدد السكان مطلبهم في الترحيل إلى مساكن لائقة كباقي المواطنين الذين استفادوا من عملية الترحيل خاصة مع تصريحات والي العاصمة “زوخ” في عدة خرجات بالقضاء على كافة الأحياء القصديرية على مستوى الولاية، وبعد إقدام الجهات الوصية على إحصاء عدد العائلات التي تسكن الحي ومعاينة السكنات، في الشهور القليلة الماضية، وأضافوا أن مصالح الولاية قد ألزمتهم بملف يحتوي على جملة شروط، من بينها وصل الكهرباء لكل سنة طيلة سنوات الإقامة داخل الحي القصديري لكن ما من جديد يذكر.