فيما يتم اجتياز شهادة التعليم المتوسط هذا الأسبوع

طلبة البكالوريا على بعد أيام من موعد الامتحان المصيري

طلبة البكالوريا على بعد أيام من موعد الامتحان المصيري
  • عائلات المرشحين تضبط عقارب ساعتها حسب برنامج أبنائها

تظل فرحة النجاح في اجتياز امتحان شهادة البكالوريا مميزة ولا تشبه غيرها من الأفراح والنجاحات، ومن أجل هذا النجاح يعيش المقبلون على هذه الشهادة وعائلاتهم “سوسبانس” حقيقي، وضغطا كبيرا هذه الأيام التي تسبق الامتحان المقرر إجراؤه في الفترة الممتدة ما بين 15 و19 جوان 2025.

يجري تلاميذ شهادة التعليم المتوسط امتحانهم هذه الأيام في جو منظم حرصت عليه الجهات الوصية، فيما ينتظر طلبة البكالوريا موعدهم مع امتحانهم المصيري، حيث يتسابق المترشحون لشهادة البكالوريا مع الزمن للظفر بتأشيرة ولوج الجامعة، فرغم استنفاذ جميع طرق التحضير للامتحان، إلا أن القلق والخوف ترتفع وتيرتهما مع اقتراب الموعد، ولم يعد السهر أو تناول فنجان قهوة أو شاي بالنسبة للمترشحين كافيا للإعداد للامتحان، فالكل يبحث عن وسيلة بديلة تخفّف عنه الضغط، وتبعث في نفسه أمل النجاح منذ البداية، فالبعض يفضل الاستيقاظ فجرا، فيما يتبادل آخرون رنات أو رسائل قصيرة، ليتشاركوا السهر في مراجعة مواد أرّقتهم.

 

ماذا يؤرق المترشحين لشهادة البكالوريا؟

يُلازم الشعور بالخوف والقلق الطلبة المقبلين على شهادة البكالوريا الحالمين بتذوق نشوة النجاح، وبهذا الخصوص قالت الطالبة ”ك. سميرة ”، تدرس في شعبة علوم الطبيعة والحياة، إن الخوف والقلق دفعاها لتزور طبيبة مختصة في علم النفس بالقرب من ثانويتها، ووجدت في هذه الطريقة متنفسا للتخفيف من الضغط، مع بدء العد التنازلي لامتحان البكالوريا، وأضافت ”رغم أنني أستوعب الدروس جيدا، ومعدلي السنوي جيد، إلا أن الارتباك والخوف لا يفارقاني، ما دفعني لمراجعة مختصة نفسانية ساعدتني في إعادة الثقة في نفسي. ومع ذلك، أحاول التخلص من هذه الحالة، من خلال تنظيم برنامج المراجعة بين الفترة الصباحية والمسائية بمعدل أربع ساعات يوميا، كما أراجع دروسي أحيانا مع زميلاتي”.

أما صديقتها ”ليديا”، فقالت إن تلخيص الدروس هي الطريقة التي تعتمدها، وترى أن تقليص حجم الدرس يساعدها في الحفظ، خاصة أنها تدرس في شعبة آداب وفلسفة.

أما “مريم” فتحدثت بثقة كبيرة في نفسها، فقالت ”بدأ تحضيري للبكالوريا من مكتبة الثانوية، حيث ألتقي بزميلاتي لحل المقالات في المواد الأساسية، فيما أعتمد في البيت على ملخصاتي للدروس”.

”راني مبانيكي”.. هكذا قال التلميذ “أيمن” قبل أن ترتسم على محياه ابتسامة عريضة، ليضيف قائلا: ”هي المرة الثالثة التي سأجتاز فيها هذا الامتحان في شعبة العلوم التجريبية، فخوفي من تكرار تجربة الفشل أثّر على تحضيراتي، غير أنني وجدت الدعم من صديقي الذي يحرص على إيقاظي فجرا بواسطة الهاتف، أو رسالة قصيرة بعبارة “نوض تحفظ”.

ويقول التلميذ “محمد. ف” في شعبة آداب وفلسفة بنفس الثانوية، بأن الفضل في تحضيراته للبكالوريا يرجع لابنة عمته زينب التي تدرس معه في نفس القسم، وتقطن معه في نفس المنزل، حيث توقظه يوميا عند آذان الفجر بعد جهد كبير، ليراجعا سوّيا المواد الأساسية.

 

إقبال واسع على الفيتامينات والمنشطات

أكد عدد من الصيادلة بالعاصمة أن صيدلياتهم تعرف إقبالا كبيرا من طرف التلاميذ على شراء الفيتامينات والمنشطات التي يعتقدون أنها ستساعدهم في مراجعاتهم وتحضيراتهم للامتحانات النهائية، خاصة وأن المعروف عن هذه المواد منحها التركيز وإنعاش الذاكرة أو منع الإجهاد، وقدم لنا أحد الصيادلة بعض الأسماء التي احتلت الصدارة.

 

الفيتامينات لا تحتاج إلى وصفة طبية

قال أسامة فرحاتي صيدلي مناوب بالعاصمة إن القانون لا يمنع بيع هذه الأدوية بدون وصفة طبية لأنها تدخل في زمرة الفيتامينات، وغالبا ما يلجأ الطالب أو التلميذ لطلب استشارة الصيدلي ليقدم له النصائح، ومع ذلك فإن الإدمان على تلك الأدوية من شأنه أن يشكل مضاعفات خطيرة على صحة التلميذ على المدى البعيد، حسب ذات المتحدث .

 

الأعشاب الطبية تزاحم الفيتامينات

إضافة إلى الفيتامينات والمنشطات التي تباع في الصيدليات، أصبح للأعشاب الطبية مكانة في قائمة مقتنيات التلاميذ وأوليائهم، في سبيل النجاح وتحقيق أعلى النتائج، حيث عرفت في الآونة الأخيرة محلات بيع الأعشاب إقبالا مكثفا من طرف التلاميذ، خاصة بعد انتشار بعض الوصفات التي يُقال إنها تساعد على تقوية الذاكرة وتسهيل استيعاب المعلومات، كالزنجبيل والعسل والحبة السوداء وإكليل الجبل.. ووصفات مُحضرة من خليط النعناع بالحبة السوداء، و”زيت الذاكرة”، الذي يقول المختصون في الأعشاب إنه ينشط الذاكرة وخليط المكسرات بالعسل. وتختلف أسعار هذه المستحضرات باختلاف الخلطات التي تدخل في إعدادها، ويؤكد بعض التلاميذ أن الزنجبيل بالعسل له مفعول قوي جدا في تنشيط الذاكرة، كما أكد التلاميذ أنهم لا يخافون من هذه الخلطات لأن مكوناتها طبيعية ولا تدخل أي مستحضرات كيميائية في صناعتها.

 

المختص في التنمية البشرية مدني الطاهر: الغذاء الجيد وتحديد الهدف مفاتيح البكالوريا

قال المختص في التنمية البشرية بمركز البيان في البليدة، الأستاذ مدني الطاهر، إن هناك ثلاثة شروط كفيلة بالتحضير الأمثل للبكالوريا، وهي توفير الطاقة للجسم من خلال تناول الغذاء الجيد، التنفس، إلى جانب القيام بتمارين الاسترخاء، وتحديد الهدف، محذّرا من السهر.

وتكون كيفية تمكين الدماغ من تخزين المعلومات، واسترجاعها بسهولة، وذلك باتباع عدة شروط، يأتي في مقدمتها تناول الغذاء الجيد والمتوازن، حيث نصح بتناول الأغذية بطيئة الهضم في فطور الصباح، كالخبز والزبدة، الفواكه والعصائر، مع أخذ بعض السكريات الموجودة في العسل والتمر. أما بالنسبة لوجبة الغذاء، فمن الأحسن أن تكون مطبوخة في البيت، وتشمل كل أنواع الخضروات. في حين تكون وجبة العشاء خفيفة، حتى يستريح العقل. وركز المختص في التنمية البشرية، على ضرورة شرب المترشحين لكمية كبيرة من الماء أثناء الامتحان، مع أخذ الأكسجين، والجلوس المعتدل، الاسترخاء بالتنفس أو بالكتابة ببطء شديد. وشدّد المختص على ضرورة إعطاء راحة للعقل بين الإجابة عن سؤال وآخر، باعتبار أن المعلومات يتم استرجاعها في مرحلة الاسترخاء. ومن أهم النصائح التي وجهها في هذا الإطار التفكير الإيجابي لافتكاك شهادة البكالوريا.

 

نصائح المختص النفساني عبد الكريم لومة لأفضل تحضير

قدم المختص في علم النفس التربوي بعض النصائح التي من شأنها أن تساعد الطالب على التحضير الجيد لامتحان شهادة البكالوريا وهي كالتالي:

– الإلمام بجميع الدروس المحدّدة في العتبة دون استثناء، وتجنب المراجعة بطريقة انتقائية للدروس.

– تسطير برنامج يفصل بين الدروس السهلة والصعبة، مع تحديد النقاط الصعبة لكل درس في بطاقة.

– لا ينبغي أن يتجاوز عدد الطلبة في المراجعة الجماعية ثلاثة أفراد، في حين يكون حل التمارين بشكل فردي، ثم تناقش الحلول جماعيا.

– أثناء المراجعة الجماعية ينصح بأخذ رؤوس أقلام لجميع الدروس، مع إعداد ملخصات.

– ينصح في المراجعة الجمع بين مادة صعبة وأخرى سهلة، مثلا للعلميين تدرس الفيزياء مع اللغة الفرنسية، وللأدبيين الفلسفة مع الرياضيات.

– أحسن فترة للمراجعة في الفترة الصباحية بين الخامسة والسابعة صباحا.

– تناول غذاء متوازن، والأحسن ألا يتجاوز التلميذ فنجان قهوة يوميا.

– عدم التسرع عند دخول الامتحان، وقراءة الأسئلة عدة مرات.

– تصميم الإجابة في مسودة، ثم التفصيل في ورقة الإجابة.

– تتم الإجابة على الأسئلة التي يجد الطالب سهولة في الإجابة عليها، ثم يعود للبقية.

– الاعتماد على الملخص عند المراجعة بين امتحان وآخر وتجنب الكراس.

–  القيلولة لمدة 20 دقيقة مفيدة جدا.