يشرفنا سيدي الوزير المحترم أن نتوجه إلى سيادتكم المحترمة بهذه الشكوى، التي نلخص لكن محتواها فيما يلي…
نحن عمال مشروع توسعة مترو الجزائر التابعون لشركة كوسيدار للأشغال العمومية، نرفع لكم شكوانا المستعجلة بقلوب مثقلة بالقلق، مع اقتراب نهاية مشروع إستراتيجي كنا في صلبه لعقد من الزمن، اكتسبنا خلاله خبرات نادرة في مجال الأشغال التحتية وهندسة الأنفاق، وذلك عبر تكوين ميداني مستمر وتجربة عملية على أعلى مستوى.
لقد كان مشروع توسعة ميترو الجزائر الذي يربط بين الحراش وسط والمطار الدولي ليس فقط ورشة بنية تحتية بل مدرسة فعلية خرّجت المئات من الإطارات والعمال الجزائريين المتخصصين في تقنيات معقدة، أبرزها استعمال آلة حفر الأنفاق(TBM) لأول مرة في الجزائر، هذه المهارات تم اكتسابها بصبر وتفانٍ، وهي تمثل اليوم مكسبا وطنيا ثمينا لا ينبغي التفريط فيه.
غير أن واقعنا يبدو مغايرا لما كنا نأمله، فنهاية المشروع باتت وشيكة، بينما تغيب أي آفاق واضحة لاستمرارية عملنا أو لإعادة توجيه كفاءاتنا نحو مشاريع مماثلة، إن غياب سياسة واضحة للتوظيف أو برامج إعادة التأهيل المهني يضع أكثر من 2200 عامل في مواجهة مصير مجهول وغامض، ويهدد بتبديد رصيد من الخبرات لا يقدر بثمن تم بناؤه على مدى أكثر من عشر سنوات.
معالي الوزير المحترم
إن فقدان هذه الكفاءات لا يعد خسارة فردية للعمال فحسب، بل هو ضرر جسيم للاقتصاد الوطني الذي يحتاج اليوم أكثر من أي وقت مضى إلى موارد بشرية مؤهلة لإنجاز مشاريع البنية التحتية الكبرى التي تطمح إليها بلدنا، وعليه، نناشدكم للتدخل العاجل من أجل:
1- فتح ورشات جديدة في مجال النقل الموجه (مترو، ترامواي وأنفاق…) للاستفادة من الخبرات الحالية.
2- وضع برامج رسمية لإعادة إدماج وتأهيل العمال المتخصصين ضمن مشاريع مستقبلية.
3- تثمين هذا الإرث البشري والتقني الذي يمثل ركيزة لأي تطور حقيقي في قطاع الأشغال العمومية.
نحن على يقين سيدي الوزير المحترم بأنكم تدركون حجم التضحيات التي بذلناها والمسؤولية التي تتحملونها للحفاظ على هذا الرصيد الوطني، وكذا نأمل أن يجد مطلبنا هذا آذانا صاغية وقرارات عملية تحفظ حقوق العمال وتضمن ديمومة الخبرة الجزائرية في مجالات حساسة وإستراتيجية.
وفي انتظار تدخلكم الذي نتمناه إيجابيا، تقبلوا منا سيدي الوزير المحترم أسمى عبارات التقدير والاحترام.
عمال مشروع توسعة مترو الجزائر
