عائلات بالقصبة تلح على صيودة ترحيلها قبل حلول فصل الشتاء

عائلات بالقصبة تلح على صيودة ترحيلها قبل حلول فصل الشتاء

 

رغم حرص والي ولاية الجزائر، عبد الخالق صيودة، على ترحيل كل المتضررين ممن يقطنون بالقصبة العتيقة، ضمن سلسلة من عمليات الترحيل المستعجلة التي استفاد منها العديد من العائلات، غير أنه تبقى مئات العائلات بهذا الحي متخوفة من عدم برمجتها للترحيل وإبقائها في تلك الدويرات الآيلة للانهيار، مناشدة بذلك المسؤول الأول عن الجهاز التنفيذي للولاية، ترحيل كافة العائلات التي ما تزال تعاني في صمت خوفا من موتها ردما في أية لحظة.

وتناشد العائلات التي لم تستفد لحد الساعة من برنامج الترحيل المخصص لحي القصبة العتيق، لاسيما في الأشهر الأخيرة التي عرفت ترحيل أكبر عدد ممكن من العائلات بهذا الحي، عادت لتطالب مصالح ولاية الجزائر بالتدخل والوقوف على الوضعية الكارثية، التي يتخبطون فيها داخل سكنات قديمة شيدت منذ قرون، وباتت تشكل خطرا عليهم في أية لحظة، مؤكدين أنهم لحد الساعة لم تمسهم أية عملية ترحيل منذ انطلاقها في جوان 2014، الأمر الذي جعلهم يدقون ناقوس الخطر، خاصة بعدما كانوا شاهدين على وفاة ضحايا انهيار دويرات، ولم يسعفهم الحظ في الاستفادة من البرنامج الاستعجالي الذي يقوم به الوالي صيودة.

وعبرت العائلات المتضررة عن تخوفها الشديد من الخطر الذي بات يتربص بها بشكل يومي، نظرا للحالة الكارثية التي تشهدها سكناتها، حيث أضحت مهددة بالانهيار في أية لحظة، لاسيما مع تساقط الأمطار في فصل الشتاء، بسبب قِدمها وتآكل جميع أجزائها بما فيها الأساسات والأسقف و الجدران التي أصبحت عبارة عن ثقوب تتناثر منها الأتربة، على غرار السلالم الهشة، التي باتت لا تحتمل أكثر، ما أجبر العديد من القاطنين في مختلف الدويرات على إنجاز سلالم بالكوابل والخشب، غير أن هذا الوضع يشكل خطرا عليهم وحوّل حياتهم إلى جحيم حقيقي خوفا من أن يردموا تحت العمارة وتزداد مخاوفهم أكثر عندما يسمعون بسقوط بناية مصنفة من طرف المختصين ضمن البنايات المهددة بالانهيار، كون وضعية بنايتهم لا تختلف كثيرا عن وضعية تلك البنايات الهشة المتواجدة بإقليم باب الوادي أو بولوغين التي هي الأخرى معرضة للانهيارات الجزئية في أية لحظة.

وأشار المتحدثون إلى أنهم مجبرون على المكوث فيها، بالرغم من الخطر الذي يهددهم، في ظل أزمة السكن التي تعرفها العاصمة وغياب البديل، طالما السلطات لم تبرمجهم ضمن المرحلين في عمليات الترحيل التي شهدتها عاصمة البلد، سوى التي قامت بها ضمن عمليات استعجالية، وهو ما أدى إلى تذمرهم واستيائهم من سياسة التماطل والتهميش التي تمارسها المصالح المحلية وكذا الولائية في النظر إلى وضعيتهم الكارثية التي قد تؤدي إن لم تتكفل بهم في القريب العاجل إلى الموت لا محالة تحت الأنقاض، مطالبين والي ولاية الجزائر، بضرورة التدخل العاجل من أجل انتشالهم من الجحيم الذي يعيشونه وترحيلهم إلى سكنات لائقة تحفظ كرامتهم وتنهي معاناتهم التي ما تزال مستمرة منذ سنوات.

إسراء. أ