الجزائر- انتقد وزير الشؤون الدينية والأوقاف، محمد عيسى، لجوء وزارة التربية الوطنية إلى مراجع غير وسطية في إعداد مناهج التربية الإسلامية في الطور الثانوي، وهذا بعد أن شدد على أهمية مراجعة مستديمة للبرامج الخاصة بمادة التربية الإسلامية بالرجوع للوساطة الدينية الذي تعتمده الجزائر، منتقدا الاعتماد على مراجع ليس لها أكثر من قرن ونصف من الزمن,
وفي كلمة له لدى انطلاق أشغال الدورة العادية للمجلس الوطني للبرامج الخاص بقطاع التربية الوطنية بالعاصمة، قال محمد عيسى” إن برامج التربية الإسلامية في الطور الثانوي يحتاج إلى تعميق النظر “متسائلا: بأي منطق مثلا أن نلغي تقسيم التوحيد الذي ورثناه عن مدرستنا الوسطية واستبداله بآخر ليس له أكثر من قرن ونصف من الزمان”، مشددا أنه “يجب الرجوع إلى إطار مرجعي وطني واضح .”
وبعدما ثمّن محمد عيسى استدعاءه من قبل وزارة التربية لهذه الجلسة التربوية قال إن هذه الأخيرة ” تنبع من الديناميكية التي رسمتها وزيرة التربية لمراجعة دائمة للبرامج والمناهج بالنظر للتطور السريع الذي تعرفه وتيرة الحياة “إنه ليس خفيا أن التعاون الثنائي بين وزارة الشؤون الدينية والأوقاف ووزارة التربية الوطنية من جهة بين مختلف الطاقم الحكومي والذي صادق عليه البرلمان هو تجسيدا لقرارات رئيس الجمهورية.
وبحسب ذات الويزر فإن الدباجة التي سبقت البرامج التفصيلية ووحدات عمل الحكومة تتضمن عملا مشتركا لجميع القطاعات يتمثل في الجهد الوطني الذي تدعمه الإرادة الذي تتبناه الطبقة المثقفة في المجتمع وهو واجب الرجوع الى المرجعية الدينية الوطنية، ونجد عندما نتكلم عن المرجعية الدينية والوطنية فإنه يتعدى قطاع الشؤون الدينية لانه نعتقده انشغال كل الأسرة الوطنية.”
وأضاف الوزير “إن المرجعية الدينية التي تدافع عنها الحكومة لا تريد ولا تعتقد أبدا بان القرآن يجب أن يكون جزائريا، فالقرآن لا يمكن أن يأخذ جنسية ولا السنة النبوية الشريفة أن تصبح جزائرية وإن يكون لنا موقف بالجزائر ضد السنة، قائلا ” ليست المرجعية الدينية الوطنية هي إقصاء وإلغاء للجهد الفكري الذي بذله العلماء عبر الأزمان وعبر الأماكن في البلدان لفهم وترجمة الخطاب المتمثل في الكتاب والسنة إلى أحكام وأفعال توجيهات ومواعظ وإلى تربية وتزكية.”
وأضاف وزير الشؤون الدينية إن “العقل هو منة إلهية أودعه الله في عقول الجزائريين وفي غير الجزائريين وليس المقصود بالمرجعية الدينية الوطنية أن بالجزائر إسلاما هو غير إسلام الآخرين، فهو إسلام واحد ولا يمكن أن يتنوع ولا يمكن أن يتغيّر لا عبر الأزمان ولا عبر الأماكن ولكن المقصود بالمرجعية الوطنية الدينية هو الإطار المرجعي الذي لا يختلف عن الاختيارات التي اختارها أجدادنا وأسلافنا والعيش في إطارها في المجتمع الجزائري، والذي لا يختلف عن تعليم الرياضيات واللغة العربية”.
وبحسب الوزير ذاته، فإن الجزائر سبق لها وأن سهرت على خدمة الإسلام ولا يمكن إهمال جهد أسلافنا العلماء، بمجرد أفكار ظهرت وأقدمها ظهرت منذ قرنين من الزمان، قبل أن يختم تصريحه “أن تكون المناهج تنبع من المدرسة الوطنية والاعتدال تقر بأن حق الدين حق للجزائريين ولكن يجب أن تأخذ معارفها من جهد أسلافنا الجزائريين” .
عثماني ع










