مهرجان المسرح المحترف في الجزائر في دورته الخامسة عشرة

عرض “موت الذات الثالثة” يفوز بالجائزة الكبرى

عرض “موت الذات الثالثة” يفوز بالجائزة الكبرى

بعد عشرة أيام من العروض والمنافسة، فاز عرض “موت الذات الثالثة” للمخرج عيسى جقاطي بالجائزة الكبرى للمهرجان الوطني للمسرح المحترف في دورته الخامسة عشرة، التي أسدل الستار عليها الأحد.

كما حصل العرض على جائزة أفضل نص مسرحي كتبه محمد الأمين بن ربيع، وجائزة أفضل أداء رجالي للممثل توفيق رابحي.

وتتشكل المسرحية من فصل واحد تضم ثلاث لوحات مشهدية، تجمع ثلاث شخصيات، وهم المتقاعد “واهي”، الذي يؤدي دور البطولة، وخادمه “راشي”، و”نبيلة” صديقة البطل. وتروي المسرحية تطوُّرات الحالة النفسية التي يعيشها “واهي” بعد إحالته على التقاعد؛ إذ يشعر أنه قد صار بلا قيمة، لذا يحاول التخلص من ماضيه، وتجديد حياته عن طريق قتل ذواته المتعددة، مستبدلا اسمه وهويته مع كل ذات يقتُلها. يحدث هذا بمساعدة خادمه “راشي”، الذي لا يهمه شيء سوى الإخلاص لسيّده؛ فلا يحاول الاعتراض على أفعاله بقدر ما يزكّيها، حيث يهمُّ معه بدفن ذاته الثالثة بمعية “نبيلة”؛ الفتاة القوية التي تؤدي دور حافظة التوازن الوجودي في المسرحية.

وتنطلق مسرحية “موت الذات الثالثة”، من سؤال وجودي عن الجدوى والغاية من وجود الإنسان، وصراعه الأزلي مع ذاته، وبحثه عن حاضر متصالح مع ماضيه. يتصاعد الصراع الدرامي بين الشخصيات وهي تحاول منح “واهي” فرصة ليتصالح مع ذاته، وينصرف عن فكرة الانتحار، لكنها تفشل في النهاية، وينفّذ المتقاعد رغبته في تصفية حياته. العمل الذي مثل فيه كل من توفيق رابحي وسليم بوذن وبسمة دعماش، يحكي صراع طموح الشباب في الذات الأولى، لترتفع وتعيش السلطة والجبروت في ثوب ذاتها الثانية، لتتلبّسها في الأخير ذات ثالثة، عانت النكران في ثوب من الألم والانطواء، فكان لا بد من إنهائها برصاصة الموت. هذه المقاربة في مستوياتها الثلاثة تشبه، إلى حد بعيد، مقاربة الأغنية الشهيرة للونيس آيت منقلات “تلتيام ذي لعمريو” (عمري ثلاثة أيام)؛ حيث يلخّص حياته فيها. وتدور أحداث المسرحية في غرفة قليلة الإضاءة، بها سرير مهترئ اللحاف، وكرسي، وطاولة، وخزانة صغيرة بها مرآة.

ومنحت لجنة تحكيم المهرجان جائزتها الخاصة لعرض (موعد.كون) لمسرح بلعباس الجهوي، فيما تقاسم جائزة الإخراج أحمد رزاق عن عرض “التافهون” وشاهيناز نغواش عن عرض “شجرة الموز” لمسرح سكيكدة.

وفازت الممثلة سعاد جناتي بجائزة أفضل أداء نسوي عن عرض “موعد.كون” مناصفة مع الممثلة أمينة بلحوسين عن “العازب” للمسرح الجهوي لوهران.

وذهبت جائزة أفضل موسيقى إلى بحر بن سالم عن عرض “الجاثوم”، كما حصد العرض جائزة أفضل سينوغرافيا مناصفة مع “شجرة الموز”.

وكان المهرجان الذي انطلق في 23 ديسمبر الماضي قد عرض أكثر من 30 مسرحية من بينها 13 ضمن المسابقة الرسمية.

وما حدث على خشبة محي الدين بشطارزي خلال فعاليات المهرجان الوطني للمسرح المحترف حالة صحيّة يجب الوقوف عندها، إقبال جماهيري منقطع النَّظير على مختلف العروض المبرمجة داخل وخارج المنافسة، يجعلنا نتفاءل خيراً بمستقبل الفن الرابع، مع تحرّر المسارح الجهوية وتعزيز النّصوص والإهتمام أكثر بالمسرحيين ليقدّموا عروضاً تشرف خشبة المسرح الجزائري.

ب-ص