فشلت السلطات المحلية ببلدية بئر توتة بالعاصمة في إيجاد حل يمكّن عشرات العائلات المستفيدة من شقق من حقها في الترحيل، وعجزت عن الإفراج عن القائمة النهائية لأسماء المرحلين مفضّلة إرجاء الأمر إلى ما بعد التخلص من وباء كورونا الذي أضحى يعلق على شماعته كل المشاكل، بعدما بلغ الوضع مداه موازاة مع تزايد عدد الملفات المودعة بغية الاستفادة من سكن اجتماعي والبالغ حاليا أكثر من 2000 ملف لعائلات تشكو أزمة سكن خانقة وترجو أن تجد الخلاص في بلديتها التي استقطبت آلاف العائلات منذ مدة، متحملة تبعات التأجيل على أمل طي صفحة الأزمة نهائيا وتحقق الحلم الذي طال أمده.
ما يزال المتضرّرون من أزمة السكن في بئر توتة يضغطون على المسؤولين للإفراج عن قائمة السكن الاجتماعي، بعدما تأكدوا أن صمتهم حيال التماطل الحاصل سيدفع بالسلطات إلى تأجيل آخر في حل مشكلتهم التي تأبى أن تجد طريقها إلى التجسيد في ظل التخوف السائد من اندلاع موجة احتجاجات بحكم أن عدد الذين أودعوا ملفات الحصول على السكن يتجاوز عدد المستفيدين أضعافا مضاعفة وقد بلغ الرقم حاليا 2000 طلب سكن اجتماعي مودع على مستوى مصلحة الشؤون الاجتماعية بالبلدية مقابل 140 مستفيدا فقط، والدليل على ذلك، حسبهم، هو أن البلدية تحصلت على حصتها من هذه الصيغة السكنية منذ عدة سنوات، الا أن أصحاب سكنات الضيق بهذه البلدية لم يحصلوا على شققهم.
وأعرب المتضررون عن امتعاضهم للتجاهل الذي سُلط ضدهم، بحيث أن بلديتهم تحولت، حسبهم، إلى قطب سكني استقطب جميع الذين عانوا من السكن بمختلف أشكاله وحتى المتضررين من زلزال بومرداس والذين استقدموا من باب الوادي ووادي قريش وغيرها، في حين أنهم لم يحظوا بامتياز الأولوية بحكم أن مواقع السكن متواجدة في بلديتهم، بل لم يستفيدوا من السكن منذ عقد من الزمن، متسائلين عن أسباب هذا الظلم المرتكب في حقهم والذي أجبرهم على تقاسم المرافق التنموية على قلتها مع آلاف العائلات الجديدة المرّحلة سيما منها المؤسسات التربوية مع الاكتظاظ المسجل خلال السنوات الأخيرة، حيث وجدوا أنفسهم دون سكن ويقاسون سوء الخدمات العمومية بعدما عجزت مرافقها عن استيعاب العدد الكبير لمرتاديها.
وفي هذا السياق، دعا المتضررون السلطات المعنية إلى التحرك عاجلا وتخليصهم من المعاناة التي يقاسونها، سيما وأن الأزمة الخانقة في السكن تشتد وطأتها مع ارتفاع تكاليف الكراء واقتراب حلول فصل الشتاء بالنسبة لأولئك الذين يأوون الى مساكن هشة.
إسراء. أ