أكد أن العدوان الصهيوني على غزة قلّ نظيره في تاريخ البشرية

عطاف: أولوية قصوى للقضية الفلسطينية ضمن الشراكة العربية-الصينية

عطاف: أولوية قصوى للقضية الفلسطينية ضمن الشراكة العربية-الصينية

* مجلس الأمن يجب أن يدعم الزخم المتصاعد للاعتراف بالدولة الفلسطينية

 

أبرز وزير الشؤون الخارجية والجالية الوطنية بالخارج، أحمد عطاف، بالعاصمة الصينية بكين، ما تم تحقيقه طيلة عقدين من الشراكة العربية-الصينية على الصعيد الدولي كشركاء ملتزمين بالمبادئ والقيم المكرسة في ميثاق الأمم المتحدة، داعيا إلى أن تضع هذه الشراكة نصب أولوياتها القصوى في المرحلة الراهنة نصرة القضية الفلسطينية.

وأوضح عطاف، في كلمة الخميس، خلال أشغال الدورة العاشرة للاجتماع الوزاري لمنتدى التعاون العربي-الصيني، إن هذه الطبعة الجديدة من المنتدى تعد مناسبة ليقف الجميع وقفة تقييم بعد انقضاء عقدين من الزمن على تأسيس هذه الآلية الهامة وهو التقييم الذي وصفه بالإيجابي لما تم تحقيقه طيلة هذين العقدين من عمر الشراكة العربية-الصينية. وأضاف الوزير، أن هذا التقييم الإيجابي يملي علينا أن نلاحظ بكل صدق وقناعة أننا وفقنا أولا في ترسيخ توافقنا السياسي، وفي توطيد شراكتنا الاقتصادية وفي تعزيز تقاربنا الثقافي والإنساني، وأننا وفّقنا ثانيا في تحسين تموقعنا الجماعي على الصعيد الدولي كشركاء ملتزمين تمام الالتزام بالمبادئ والقيم والمثل المكرّسة في ميثاق الإنسانية، ميثاق الأمم المتحدة. وأشار في السياق، إلى “إننا وفّقنا ثالثا وأخيرا في بناء نموذج للتعاون والشراكة يمكن أن يحتذى به لتشجيع بناء علاقات متوازنة في عالم صار يشهد اختلالا في الموازين، وتراجعا في القيم وتراكما في مظاهر الاستقطاب والتجاذب والتصادم بانعكاساتها وتداعياتها الثقيلة على الجميع. وشدد عطاف، على ضرورة أن تضع الشراكة العربية ـ الصينية نصب أولوياتها القصوى في المرحلة الراهنة، نصرة القضية الفلسطينية في وجه ما تتعرض له غزّة من عدوان إسرائيلي طال أمده، ومن جرائم قلّ نظيرها في تاريخ البشرية شراسة وبشاعة وفظاعة. وأكد الوزير، على وجوب أن يكون الموقف المشترك تجاه هذه القضية العادلة بالتأكيد اليوم على المسؤولية الثابتة التي تقع على المجموعة الدولية، وعلى مجلس الأمن تحديدا، موضحا أنه إذا كان هذا المجلس قد عجز أن يمنع عن غزة ما طالها من قصف وتدمير وتهجير وتنكيل، فالأحرى به اليوم أن يدعم الزخم الدولي المتصاعد للاعتراف بالدولة الفلسطينية، وتمكينها من العضوية الكاملة بمنظمتنا الأممية، وإنهاء عقود من إفلات الاحتلال الإسرائيلي الاستيطاني من المساءلة والمحاسبة والمعاقبة ولم يفوت عطاف، الفرصة في هذا المقام للتنويه بالموقف الصيني المشرّف من العدوان الإسرائيلي المتواصل على غزة، ومن القضية الفلسطينية برمّتها والإشادة بدعم هذا البلد الصديق من مقعده الدائم بمجلس الأمن، لمختلف المبادرات التي تقدمت بها الجزائر بصفتها العضو العربي في ذات المجلس نصرة لأشقائنا الفلسطينيين، بما في ذلك مشروع القرار الذي تقدم به وفد الجزائر منذ يومين فقط فيما يخص الأوضاع الكارثية في رفح الفلسطينية. أما فيما يخص الشق الاقتصادي للشراكة العربية-الصينية، فقد رحب عطاف، بالنمو المطرد الذي يسجله حجم المبادلات التجارية البينية، وأشاد بانضمام جميع الدول العربية لمبادرة الحزام والطريق الطموحة التي أطلقتها الصين سنة 2013، وأعرب عن تطلع الجزائر إلى تحقيق المزيد على درب تعزيز الاستثمارات البينية بغية السمو بالشراكة العربية-الصينية إلى آفاق أرحب، وإضفاء طابع الاستدامة عليها من خلال نقل المعارف والخبرات والتكنولوجيا إلى اقتصاديات البلدان العربية. واستطرد، إننا نرحب ونثمّن خطة العمل المستقبلية الثرية والطموحة التي تقدم بها هذه الصبيحة سيادة رئيس جمهورية الصين الشعبية. وفي الختام، أكد وزير الشؤون الخارجية والجالية الوطنية بالخارج، على تمسك الجزائر بالشراكة الاستراتيجية الشاملة التي تجمعها بجمهورية الصين الشعبية الصديقة منذ سنة 2014، وهي الشراكة التي يشهد حاضرها زخما متزايدا ونموا مطردا، في سياق تجسيد النتائج الهامة التي أفضت إليها زيارة الدولة التي قام بها رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، إلى الصين منتصف العام الماضي. وخلص، إن روافد الشراكة الاستراتيجية الجزائرية-الصينية، تتمثل في الثقة والتفاهم والتعاون والتضامن، وعلى هذه الأسس الثابتة والصلبة، فإن بلدينا قد وفّقا في تعبيد الطريق القويم لتعاون سمته النّفع المتبادل والربح المتقاسم والتكفّل المتوازن والمتكافئ بمصالح بلدينا الصديقين.

دريس.م