نحو آفاق استراتيجية جديدة للتعاون الجزائري-الفنلندي

عطاف يستعرض فرص الشراكة الاقتصادية مع فنلندا

عطاف يستعرض فرص الشراكة الاقتصادية مع فنلندا

في إطار ديناميكية الدبلوماسية الجزائرية الجديدة، التي يقودها رئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون، حل وزير الدولة، وزير الشؤون الخارجية والجالية الوطنية بالخارج والشؤون الإفريقية، أحمد عطاف، بالعاصمة الفنلندية هلسنكي في زيارة رسمية تهدف إلى تعزيز العلاقات الثنائية وتوسيع مجالات التعاون بين الجزائر وفنلندا.

حيث استهلت الزيارة بلقاء ثنائي جمع الوزير عطاف بنظيرته الفنلندية، السيدة إيلينا فالتونان، تلاه اجتماع موسع ضم وفدي البلدين، حيث تم استعراض واقع العلاقات السياسية والاقتصادية بين الجزائر وفنلندا، مع التركيز على إمكانيات الارتقاء بها إلى شراكة استراتيجية متعددة الأبعاد.

الجانبان، ثمنا مستوى الحوار السياسي المنتظم بين البلدين، مؤكدين على ضرورة توسيع دائرة التعاون من خلال تطوير الأطر المؤسساتية، ووضع آليات تنسيق دائم، وتحديث الإطار القانوني الذي يؤطر الشراكة الثنائية. وقد تم التأكيد على أهمية خلق بيئة مشجعة على المبادلات الاقتصادية من خلال ربط مباشر بين الفاعلين الاقتصاديين، وتفعيل دور الغرف التجارية ومؤسسات الاستثمار. وفي الجانب السياسي، تبادل الوزيران وجهات النظر بشأن التطورات الدولية والإقليمية، وفي مقدمتها الأوضاع المتوترة في الشرق الأوسط ومنطقة الساحل، إلى جانب الحرب في أوكرانيا. وتم تسجيل تطابق في المواقف حيال أهمية تعزيز العمل متعدد الأطراف وتكريس مبادئ القانون الدولي، واحترام سيادة الدول، والحفاظ على الأمن والاستقرار في العالم، بما يعكس التزام الطرفين بنهج دبلوماسي متزن وبنّاء. وفي محطة ثانية من برنامج الزيارة، أجرى أحمد عطاف مباحثات مع وزير التجارة الخارجية والتنمية الفنلندي، فيل تافيو، تمحورت حول تعزيز التعاون الاقتصادي وتقييم مردودية المشاريع الاستثمارية الجارية. وقد أشاد الوزيران بالنتائج الإيجابية التي تحققت في مجالات الصناعة وتقاسم التكنولوجيا، خاصة ما تعلق بارتفاع نسب الإدماج والإبداع في بعض المشاريع المشتركة. وتم التأكيد خلال اللقاء على أهمية فتح آفاق جديدة في قطاعات واعدة مثل الفلاحة الذكية، مواد البناء، تكنولوجيا المناجم، الرقمنة، الذكاء الاصطناعي وتكنولوجيات الإعلام والاتصال، بما يعكس التكامل الاقتصادي بين البلدين ويخدم مصالحهما المشتركة. كما تعكس زيارة أحمد عطاف إلى هلسنكي، إرادة الجزائر في تنويع شراكاتها الأوروبية وتعزيز حضورها في فضاءات دبلوماسية واقتصادية جديدة، من خلال سياسة خارجية تقوم على الانفتاح، البراغماتية، والتوازن في العلاقات الدولية.

إيمان عبروس

ImageImage