الجزائر -دعا رئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون، الإثنين، مجلس الأمن الدولي للاجتماع في أقرب الآجال واعتماد قرار ينادي من خلاله بصفة رسمية إلى الوقف الفوري لكل الأعمال العدائية عبر العالم.
وفي كلمة له أمام القمة الافتراضية لرؤساء وحكومات حركة عدم الانحياز، قال رئيس الجمهورية: “ومن هذا المنبر أدعو مجلس الأمن الدولي للاجتماع في أقرب الآجال واعتماد قرار ينادي من خلاله بصفة رسمية إلى الوقف الفوري لكل الأعمال العدائية عبر العالم لاسيما في اليمن وليبيا، دون إغفال الأوضاع في الأراضي التي تعيش تحت الاحتلال كما هو الحال في فلسطين والصحراء الغربية”.
من جهة أخرى أكد الرئيس تبون على ضرورة العمل على “إعطاء الفرصة، حيث ما وجدت الصراعات، لكل الفاعلين للعمل من اجل التصدي لجائحة كوفيد -19”.
وقال الرئيس تبون إن “هذه القمة تنعقد في سياق دولي تشوبه القرارات الأحادية في مواجهة جائحة غير مسبوقة، بشكل يجعلها مبعث قلق عميق وتحد للشعوب والحكومات، وفي الوقت ذاته، حافرًا لتعزيز العمل المتعدد الأطراف وتنسيق الجهود أمام المسؤولية الجماعية التي تمليها هذه الظروف”.
وأضاف بأن “هذا السياق يقودني إلى التذكير بأحد أهم مبادئ حركتنا وهو تعزيز المصالح المشتركة والتعاون القائم على العلاقات متعددة الأطراف كركيزة أساسية لبلوغ الأهداف التي وضعها الآباء المؤسسون للحركة، والمنبثقة من روح ميثاق الأمم المتحدة ومبادئ باندونغ والتي عززتها أهداف برنامج التنمية المستدامة 2030”.
وقال إن “مبادئ حركتنا تستوجب نصرة القضايا العادلة واستنكار الإجراءات الأحادية التي من شأنها عرقلة الجهود الدولية للقضاء على هذا الوباء والمساس بحقوق الإنسان الأساسية ، مع تجديد المطالبة برفع القيود والحواجز على الدول لإتاحة الفرصة لها للانخراط في هذه الجهود وتأمين التغطية الصحية الشاملة لمواطنيها”.
الوصول المنصف والفعال إلى أي لقاحات مستقبلية
كما أبرز رئيس الجمهورية أن الأزمة الحالية “تستدعي تعزيز التنسيق والتعاون والتضامن” بين دول الحركة و”اتخاذ تدابير استعجالية للحد من تداعياتها الوخيمة” هو ما يتطلب من حركة عدم الانحياز “تأكيد قدرتها على التكيف لتكون فاعلا في النظام الدولي”.
وشدد الرئيس أن التحديات التي تفرضها الجائحة تنبئ بتغيير جذري في العلاقات الدولية، وتضع حركة دول عدم الانحياز أمام مسؤولياتها لنشر السلم والأمن الدوليين.
وتابع قائلا في هذا المجال: “كما نقترح أن نبدأ التفكير من الآن في بلورة خطة عمل تسمح لنا بالتقليل إلى أقصى درجة من حدة انعكاسات هذه الجائحة على الدول النامية، وإفريقيا على وجه الخصوص، وبث روح جديدة في كل هذه الدول التي ستتضرر بدون شك وبصفة عميقة بفعل هذه الجائحة”.
وتابع في هذا السياق: “تحدو بلادي قناعة راسخة بضرورة تعزيز الجهود الوطنية، بتدابير دولية من أجل التعاون وتبادل الخبرات”.
وأكد وزير الدفاع الوطني أنه يجب الوصول المنصف والفعال وفي الوقت المناسب إلى أي لقاحات مستقبلية، لكل الدول خاصة النامية منها، ودعم جهود منظمة الصحة العالمية.
الجزائر وضعت تدابير استعجالية لتقليص آثار كورونا
وأكد رئيس الجمهورية، أن الجزائر وضعت عدة آليات تضامنية “استعجالية” للتكفل التام بالفئات الهشة من المجتمع واعتماد خطة لتقليص آثار جائحة كورونا على الاقتصاد الوطني.
وقال رئيس الجمهورية في كلمته إن الجزائر”وضعت عدة آليات تضامنية واستعجالية للفئات المتضررة جراء هذا الوضع من خلال رصد مساعدات مالية للتكفل التام بالفئات الهشة من المجتمع واعتماد خطة لتقليص أُثار الجائحة على الاقتصاد الوطني بما يسمح بالعودة السريعة إلى وتيرة الانتاج الطبيعية، فضلا عن تسخير كافة الإمكانيات المتاحة لإجلاء الرعايا العالقين في مختلف دول العالم وفق مخطط مدروس تدعمه التدابير الاحترازية الضرورية”.
وأوضح الرئيس تبون في نفس الإطار أن الجزائر “قامت باتخاذ عدة اجراءات لتحقيق الاستفادة المثلى من الموارد البشرية والمادية الوطنية المتاحة”، إذ تخصص الجزائر سنويا – كما أضاف – “أكثر من ثلث عائداتها للتنمية البشرية وهو ما من شانه المساهمة في تدعيم القدرات الوطنية قصد تقليص انتشار جائحة كوفيد 19 والحد من تداعياتها”.
وبعد أن جدد رئيس الجمهورية “دعمه وامتنانه” للصفوف الأولى التي تعمل “بدون هوادة وكلل لمجابهة هذا التحدي الاستثنائي”، ذكر بان الجزائر شرعت ومنذ ظهور أولى الإصابات في ” تطبيق الحجر الصحي وتعزيز الإجراءات الوقائية وتكثيف الحملات التحسيسية تجاه المواطنين من اجل رفع مستوى الوعي الصحي ” خاصة – كما قال – وأن “الحق في الصحة والتغطية الصحية الشاملة مكرس بالجزائر كحق دستوري قائم بذاته بناء على سياسة تطوعية تشمل جميع الفئات دون تمييز أو استثناء”.
وأكد الرئيس تبون بهذه المناسبة أن الجزائر”تحذوها قناعة راسخة بضرورة تعزيز كل هذه الجهود الوطنية بتدابير دولية أخرى قائمة على التعاون وتبادل الخبرات” في هذا المجال، بما يتيح “تعزيز أواصر الأخوة والتضامن بين بلداننا وتوحيد الجهود الدولية بين بلدان الحركة من جهة والمنظمات الإقليمية والجهوية والفاعلين الدوليين من جهة أخرى”.
الالتزام برص الصفوف لمجابهة الجائحة
وجدد الرئيس “التزام الجزائر التام بالانخراط في كل المساعي المنضوية تحت لواء حركة عدم الانحياز من أجل رص الصفوف لمجابهة هذه الجائحة، وتثمين قرار تشكيل فوج عمل لدول الحركة من أجل تبادل المعلومات وتقاسم الخبرات في مجال محاربة هذا الوباء في كل المراحل”، مشيرا أن “الجزائر ستبقى على استعداد كامل للإسهام في الجهود الدولية لمحاصرة الفيروس والحد من تداعياته الاجتماعية والاقتصادية، متمنيا أن تكلل جهود الدول الأعضاء بالتوفيق والسداد ومعربًا عن استعداد الجزائر، اليوم كما بالأمس، للرقي بعلاقات التعاون التي تجمع بلداننا الصديقة”.
وأكد أن “الجزائر على قناعة بأن استمرار نجاح الحركة سيظل مرهوناً بوحدتها واحترامها للتنوع بين أعضائها، وتثمين قدرتها على التفاعل الإيجابي مع التطورات المتسارعة على الساحة الدولية ، ما يعزز ثقتنا في مستقبل الحركة التي تمثل منبرا متميزا للتعبير عن طموحات وآمال شعوبها وإطارا فعالاً لتجسيدها، بما يخدم الأمن والسلم والاستقرار والعيش الكريم في شتى أرجاء المعمورة”.
أمين.ب










