أنا صديقتكم حليمة من تيارت، عمري 27 سنة، لم يسعفني الحظ في إكمال دراستي وقررت أن أبقى في البيت لمساعدة أمي المريضة، عملت كل ما بوسعي لأقف إلى جانبها حتى تشفى، ولم أكن أفكر في شيء آخر غير ذلك، لكن أمي كانت تفكر في تزويجي ما دامت على قيد الحياة، وفي هذه الأثناء كان ابن عمتي يزورنا باستمرار في البيت متحججا بزيارة خاله (أبي) وتارة لزيارة أمي المريضة، لكن في الحقيقة كان يأتي من أجلي وقد صارحني بحبه لي ورغبته في الزواج بي، وقد كلّم أبي في الموضوع وأعطاه موافقته المبدئية، لكن لما أخبر أمه، أي عمتي، رفضت رفضا قاطعا هذا الارتباط بحجة أن والدي (شقيقها) حرمها من حقها في الميراث.
وفي الحقيقة أن الميراث الذي تتحدث عنه عمتي هو البيت الذي نسكنه حاليا وهو بيت جدي منحه لأبي في حياته لأن (والدي) كان ميسور الحال وغير قادر على شراء مسكن خاص به.
وعمتي ترى أن لها الحق في هذا البيت رغم أنها في بيت زوجها معززة مكرمة وتسكن في فيلا من طابقين ووالدي لم يحرمها من المجيء لبيت أهلها ولم ينكر أن لها الحق في هذا السكن (الميراث الوحيد الذي تركه جدي لأبي).
وقد حاول ابنها إقناعها بأن تعدل عن قرارها لكنها ترفض ذلك، وعلمت بعد ذلك أن عمتي تريد أن تزوج ابنها بابنة الجيران لأنها أحسن منا ماديا ووجدت حكاية الميراث حجة لإبعاد ابنها عني، وهو في الحقيقة متمسك بي ولا يريد الارتباط بمن اختارتها له والدته.
وهو يصر أن يقيم فرحنا رغما عنها، لكن والدي يرفض ذلك وقال له بصريح العبارة “أنا لا أريد أن تدخل ابنتي بيتا أهله لا يرغبون فيها”، رغم أن علاقة عمتي بأخيها (والدي) على أحسن ما يرام.
وهنا وجدتني حائرة سيدتي الفاضلة في هذا المشكل لأنني أحب ابن عمتي وأريده زوجا لي على سنة الله ورسوله الكريم .
فأرجوك ساعديني في إيجاد حل لمشكلتي حتى أرتاح نفسيا وأحقق حلمي بزواجي بابن عمتي.
الحائرة: حليمة من تيارت
الرد: المتمعن في قراءة تفاصيل مشكلتك يتضح له حقا أن عمتك وجدت حكاية الميراث حجة لإبعاد ابنها عنك، فهي لا تريدك زوجة لابنها وتتمنى له الزواج بامرأة أخرى غيرك تراها أنسب له منك .
ووالدك له كل الحق في رفض هذه الزيجة بالطريقة التي يريدها ابن أخته (خطيبك) خاصة وأن علاقة والدك بعمتك على أحسن ما يرام.
وعلى ابنها أن يعمل على إقناعها بأن تعدل عن قرارها ويذكرها أن شقيقها (والدك) لم يحرمها من الميراث، كون البيت الذي تركه له والده هو يستغله ولا يمكنه أن يشتري مسكنا آخرا وهي ماكثة في بيت زوجها ولا تعاني من أزمة في السكن، وعليه أيضا أن يرفض ابنة الجيران التي اختارتها له ويتمسك بك.
وأكيد لو وجدت الإصرار منه على ذلك ستعدل عن قرارها وتقبل برغبة ابنها.
وهذا ما نتمنى منك أن تزفيه لنا عن قريب…بالتوفيق.