ولد سنة 1945 بحي القصبة بالجزائر العاصمة، دخل مدرسة بحي سوسطارة وانقطع عنها وعمره 11 سنة. وثق به المجاهدون لذكائه وشجاعته وتفانيه في حب الوطن رغم صغر سنه، وكلف بنقل الأسلحة والرسائل ومرافقة الشهيد العربي بن مهيدي في حي القصبة. اكتشف الفرنسيون أمره، فهجر منزل والديه ليعيش مع المجاهدين إلى أن استشهد مع البطلين حسيبة بن بوعلي وعمار لابوانت في معركة الجزائر، وعمره لا يتجاوز الـ 12، أما بالنسبة لمسيرته النضالية والجهادية في سبيل الجزائر، فإن الشهيد عمر ياسف المعروف باسم عمر الصغير مثال لتضحية الطفل الجزائري أثناء الثورة التحريرية. فالطفل عمر ياسف انضم إلى الثورة وسنّه لا يتعدّى الـ 12، وكان من مجاهدي حي القصبة العتيق، شارك مع رجال في سن والده في حمل الرسائل إلى المسؤولين، وكان حلقة وصل بين القائد العربي بن مهيدي وياسف سعدي وباقي الفدائيين، وشهد له الشهيد العربي بن مهيدي بحماسه الفياض وبإرادته الفولاذية. واستطاع بنباهة وذكاء خارق تخطّي كلّ الحواجز البوليسية ولم تتمكن السلطات الفرنسية من اكتشاف نشاطه إلى أن أستشهد رفقة حسيبة بن بوعلي وعلي لابوانت وحميد بوحميدي يوم 08 أكتوبر 1957 بعد نسف المنزل المختبئين فيه بحي القصبة. فرحم الله الشهيد البطل وسائر أبطال الجزائر المغاوير وجعل جهادهم في ميزان حسناتهم.