لمنع تسلل عناصر التنظيمات الإرهابية من الساحل

عمليات استباقية للجيش على الحدود الجنوبية.. استخبارات دول أجنبية تستغل الجماعات الإرهابية لأغراض مشبوهة

عمليات استباقية للجيش على الحدود الجنوبية.. استخبارات دول أجنبية تستغل الجماعات الإرهابية لأغراض مشبوهة

أكد خبراء أمنيون جزائريون أن العمليات الاستباقية التي تقوم بها وحدات الجيش الوطني الشعبي، تحول دون أي نشاط أو تواجد داخل التراب الوطني، إلا أن الجماعات تظل تعمل في إطار السعي لأي عمليات في الداخل الجزائري أو أي من دول منطقة الساحل.

وحذر الخبراء، حسب تقرير نشرته وكالة “سبوتنيك” الروسية من تحركات آلاف المقاتلين بالقرب من الحدود الجزائرية، ضمن المجموعات الموجودة في منطقة الساحل والصحراء، والتي تضم آلاف العناصر الإرهابية، من بينهم عناصر وقيادات جزائرية تسعى طوال الوقت للولوج إلى داخل الجزائر.

ويعد التنظيم الأبرز حاليا في المنطقة ما يعرف بـ”نصرة الإسلام والمسلمين”، والذي نشأ في عام 2017، بعد التحالف بين جماعات جهادية تحت قيادة إياد أغ غالي المنتمي إلى الطوارق والموجود في مالي منذ التسعينيات، وأصبحت جماعة واحدة في الوقت الراهن.

وبحسب الخبراء فإن العملية التي قامت بها الجماعة نهاية العام الماضي والتي أطلق فيها نحو 200 سجين في مقابل تحرير رهينتين إيطاليتين وزعيم المعارضة المالية البارز سومايلا سيسي والفرنسية صوفي بترونين، رفعت من معنويات التنظيم.

وقال الخبير الأمني الجزائري، العربي الشريف إن المجموعات الإرهابية التي تشكل خطورة كبيرة على دول الساحل والصحراء تشكل ذات الخطورة على الجزائر، مضيفا أن تنظيم “نصرة الإسلام والمسلمين”، يضم نحو 1700 مقاتل، إضافة إلى تنظيم “داعش” بقيادة أبو الوليد الصحراوي ويبلغ عدد عناصره نحو 1300 مقاتل.

ويشدد الخبير على أن الخطورة التي تمثلها هذه التنظيمات لا تقتصر على دولة دون الأخرى بل تطال الدول كافة في المنطقة.

وأشار إلى أن صراع القوى العالمية ينعكس على المنطقة من خلال استغلال هذه المجموعات، من قبل بعض الاستخبارات أمر وارد لتحقيق بعض الأهداف.

وتابع الخبير أن مواجهة هذه الجماعات تتطلب التنسيق الأمني بين الدول المعنية، وأن إعادة إحياء الأركان المشتركة للدول المتجاورة يساهم في تبادل المعلومات ويكون له نتائجه الإيجابية، لكنه يرى أن عدم استقلال القرار في بعض الدول يحول دون ذلك.

وفيما يتعلق بالمخاطر التي تنعكس على الجزائر بشكل مباشر، يرى الخبير أن الجزائر مسيطرة بشكل قوي على المستوى الداخلي، إلا أن هذا الأمر يظل دون اكتمال مع استمرار نشاط الجماعات في دول الجوار وانتشار الأسلحة.

وفي هذا السياق قال الخبير الأمني الجزائري العقيد أحمد كروش، إن ائتلاف الجماعات المسلحة التي أطلقت على نفسها “نصرة الإسلام والمسلمين” تضم جماعات كانت تنشط في داخل الجزائر، إلا أنها خرجت إلى الصحراء بعد تمكن الجيش من تمشيط البلاد.

وحسب الخبير جماعة أخرى ضمن هذا الائتلاف هي كتيبة “المرابطون” وجماعات أخرى تنشط في المنطقة تضم عناصر من مالي والنيجر، إضافة إلى عناصر جزائرية، موضحا أن عيون هذه الجماعات نحو الداخل الجزائري، وأن الجيش يعي ذلك جيدا ويقوم باستمرار بعمليات استباقية.

وأكد الخبير خطورة الجماعات التي يعد أغلب عناصرها من الداخل الجزائري، وأن الجيش يقوم بحماية الحدود عبر الدوريات الأمنية، إضافة إلى التعاون بين الجزائر ودول الجوار بشأن المعلومات والعمليات الاستباقية.

وبحسب كروش فإن التعاون الدولي بشأن مكافحة الإرهاب يساهم في التصدي للجماعات المسلحة، خاصة أن هذه الجماعات تسعى دائما لنقل عملياتها إلى مناطق عدة منها داخل دول المنطقة.

وشدد على أن عمليات دفع الفدية للجماعات الإرهابية ساهم بشكل كبير في شراء الأسلحة والاستقواء ورفع معنوياتها وتجنيد العناصر الجديدة، وأن هذه العمليات يجب أن تواجه، وألا تقوم بها بعض الدول كما حدث في السابق.

وحسب تقديرات الخبراء والعديد من التقارير الاستخباراتية والدراسات الأمنية التي نشرت مؤخرا، فإن الجماعات في الساحل والصحراء باتت تمثل خطورة كبيرة على دول المنطقة، وكذلك منطقة المغرب العربي، خاصة في ظل التنسيق وتبادل للخبرات والقدرات بين فروع القاعدة في مالي والنيجر وبوركينا فاسو من جهة، وبين فروع داعش في النيجر ونيجيريا، من جهة أخرى، وكذلك الجماعات الموجودة في الصحراء الليبية.

أمين ب.